الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( رجم ) ( هـ ) فيه أنه قال لأسامة : انظر هل ترى رجما الرجم بالتحريك : حجارة مجتمعة يجمعها الناس للبناء وطي الآبار ، وهي الرجام أيضا .

                                                          ( هـ ) ومنه حديث عبد الله بن مغفل لا ترجموا قبري أي لا تجعلوا عليه الرجم ، وهي الحجارة . أراد أن يسووه بالأرض ولا يجعلوه مسنما مرتفعا . وقيل : أراد لا تنوحوا عند قبري ، ولا تقولوا عنده كلاما سيئا قبيحا ، من الرجم : السب والشتم . قال الجوهري : المحدثون يروونه : لا ترجموا قبري ; مخففا ، والصحيح : لا ترجموا . مشددا : أي لا تجعلوا عليه الرجم ، وهي جمع رجمة بالضم : أي الحجارة الضخام ، قال : والرجم بالتحريك : القبر نفسه . والذي جاء في كتاب الهروي : والرجم بالفتح والتحريك : الحجارة .

                                                          * وفي حديث قتادة خلق الله هذه النجوم لثلاث : زينة للسماء ، ورجوما للشياطين ، وعلامات يهتدى بها الرجوم : جمع رجم وهو مصدر سمي به ، ويجوز أن يكون مصدرا لا جمعا . ومعنى كونها رجوما للشياطين : أن الشهب التي تنقض في الليل منفصلة من نار الكواكب ونورها ، لا أنهم يرجمون بالكواكب أنفسها ; لأنها ثابتة لا تزول ، وما ذاك إلا كقبس يؤخذ من نار ، والنار ثابتة في مكانها . وقيل أراد بالرجوم الظنون التي تحزر وتظن . ومنه قوله تعالى : ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب وما يعانيه المنجمون من الحدس والظن والحكم على اتصال النجوم وافتراقها ، وإياهم عنى بالشياطين لأنهم شياطين الإنس . وقد جاء في بعض الأحاديث من اقتبس بابا من علم النجوم لغير ما ذكر الله فقد اقتبس شعبة من السحر ، المنجم كاهن ، [ ص: 206 ] والكاهن ساحر ، والساحر كافر فجعل المنجم الذي يتعلم النجوم للحكم بها وعليها ، وينسب التأثيرات من الخير والشر إليها ، كافرا ، نعوذ بالله من ذلك ، ونسأله العصمة في القول والعمل . وقد تكرر ذكر رجم الغيب والظن في الحديث .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية