الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( رمى ) ( هـ ) فيه يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية الرمية : الصيد الذي ترميه فتقصده وينفذ فيه سهمك . وقيل هي كل دابة مرمية .

                                                          وفي حديث الكسوف خرجت أرتمي بأسهمي وفي رواية أترامى . يقال رميت [ ص: 269 ] بالسهم رميا ، وارتميت ، وتراميت تراميا ، وراميت مراماة ; إذا رميت بالسهام عن القسي . وقيل خرجت أرتمي إذا رميت القنص ، وأترمى إذا خرجت ترمي في الأهداف ونحوها .

                                                          ومنه الحديث ليس وراء الله مرمى أي مقصد ترمى إليه الآمال ويوجه نحوه الرجاء . والمرمى : موضع الرمي ، تشبيها بالهدف الذي ترمى إليه السهام .

                                                          وفي حديث زيد بن حارثة رضي الله عنه أنه سبي في الجاهلية ، فترامى به الأمر إلى أن صار إلى خديجة رضي الله عنها ، فوهبته للنبي - صلى الله عليه وسلم - فأعتقه ترامى به الأمر إلى كذا : أي صار وأفضى إليه ، وكأنه تفاعل من الرمي : أي رمته الأقدار إليه .

                                                          ( س ) وفيه من قتل في عمية في رميا تكون بينهم بالحجارة الرميا بوزن الهجيرا والخصيصا ، من الرمي ، وهو مصدر يراد به المبالغة .

                                                          ( س ) وفي حديث عدي الجذامي قال : يا رسول الله كان لي امرأتان فاقتتلتا ، فرميت إحداهما ، فرمي في جنازتها ، أي ماتت ، فقال : اعقلها ولا ترثها يقال رمي في جنازة فلان إذا مات ; لأن جنازته تصير مرميا فيها . والمراد بالرمي : الحمل والوضع ، والفعل فاعله الذي أسند إليه هو الظرف بعينه ، كقولك سير بزيد ، ولذلك لم يؤنث الفعل . وقد جاء في رواية : فرميت في جنازتها بإظهار التاء .

                                                          ( هـ ) وفي حديث عمر إني أخاف عليكم الرماء يعني الربا . والرماء بالفتح والمد : الزيادة على ما يحل . ويروى : الإرماء . يقال أرمى على الشيء إرماء إذا زاد عليه ، كما يقال أربى .

                                                          ( هـ ) وفي حديث صلاة الجماعة لو أن أحدهم دعي إلى مرماتين لأجاب وهو لا يجيب إلى الصلاة المرماة : ظلف الشاة . وقيل ما بين ظلفيها ، وتكسر ميمه وتفتح . وقيل المرماة بالكسر : السهم الصغير الذي يتعلم به الرمي ، وهو أحقر السهام وأدناها : أي لو دعي إلى أن يعطى سهمين من هذه السهام لأسرع الإجابة . قال الزمخشري : وهذا ليس بوجيه ، ويدفعه قوله [ ص: 270 ] في الرواية الأخرى لو دعي إلى مرماتين أو عرق وقال أبو عبيد : هذا حرف لا أدري ما وجهه ، إلا أنه هكذا يفسر بما بين ظلفي الشاة ، يريد به حقارته .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية