الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( سحل ) ( هـ ) فيه أنه كفن في ثلاثة أثواب سحولية ليس فيها قميص ولا عمامة يروى بفتح السين وضمها ، فالفتح منسوب إلى السحول ، وهو القصار ; لأنه يسحلها : أي يغسلها ، أو إلى سحول وهي قرية باليمن : وأما الضم فهو جمع سحل ، وهو الثوب الأبيض النقي ، ولا يكون إلا من قطن ، وفيه شذوذ لأنه نسب إلى الجمع ، وقيل إن اسم القرية بالضم أيضا .

                                                          ( هـ ) وفيه إن أم حكيم بنت الزبير أتته بكتف ، فجعلت تسحلها له ، فأكل منها ثم صلى ولم يتوضأ السحل : القشر والكشط : أي تكشط ما عليها من اللحم : وروي فجعلت تسحاها وهو بمعناه .

                                                          [ ص: 348 ] ( هـ ) وفي حديث ابن مسعود أنه افتتح سورة النساء فسحلها أي قرأها كلها قراءة متتابعة متصلة ، وهو من السحل بمعنى السح والصب . ويروى بالجيم . وقد تقدم .

                                                          ( هـ ) وفيه إن الله - تعالى - قال لأيوب عليه السلام : لا ينبغي لأحد أن يخاصمني إلا من يجعل الزيار في فم الأسد والسحال في فم العنقاء السحال والمسحل واحد ، وهي الحديدة التي تجعل في فم الفرس ليخضع ، ويروى بالشين المعجمة والكاف ، وسيجيء .

                                                          ( هـ ) ومنه حديث علي رضي الله عنه إن بني أمية لا يزالون يطعنون في مسحل ضلالة أي إنهم يسرعون فيها ويجدون فيها الطعن . يقال طعن في العنان ، وطعن في مسحله إذا أخذ في أمر فيه كلام ومضى فيه مجدا .

                                                          ( هـ ) وفي حديث معاوية قال له عمرو بن مسعود : ما تسأل عمن سحلت مريرته أي جعل حبله المبرم سحيلا . السحيل : الحبل الرخو المفتول على طاق ، والمبرم على طاقين ، وهو المرير والمريرة ، يريد استرخاء قوته بعد شدتها .

                                                          ( س ) ومنه الحديث إن رجلا جاء بكبائس من هذه السحل قال أبو موسى : هكذا يرويه أكثرهم بالحاء المهملة ، وهو الرطب الذي لم يتم إدراكه وقوته ، ولعله أخذ من السحيل : الحبل . ويروى بالخاء المعجمة ، وسيجيء في بابه .

                                                          ( س ) وفي حديث بدر فساحل أبو سفيان بالعير أي أتى بهم ساحل البحر .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية