الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( سخن ) ( س ) في حديث فاطمة رضي الله عنها أنها جاءت النبي - صلى الله عليه وسلم - ببرمة فيها سخينة أي طعام حار يتخذ من دقيق وسمن . وقيل دقيق وتمر ، أغلظ من الحساء وأرق من العصيدة . وكانت قريش تكثر من أكلها ، فعيرت بها حتى سموا سخينة .

                                                          ( س ) ومنه الحديث أنه دخل على عمه حمزة فصنعت لهم سخينة فأكلوا منها .

                                                          ومنه حديث الأحنف ومعاوية قال له : ما الشيء الملفف في البجاد ؟ قال : السخينة يا أمير المؤمنين وقد تقدم .

                                                          وفي حديث معاوية بن قرة شر الشتاء السخين أي الحار الذي لا برد فيه . والذي جاء في غريب الحربي شر الشتاء السخيخين وشرحه : أنه الحار الذي لا برد فيه ، ولعله من تحريف بعض النقلة .

                                                          ( س ) وفي حديث أبي الطفيل أقبل رهط معهم امرأة ، فخرجوا وتركوها مع أحدهم ، فشهد عليه رجل منهم ، فقال : رأيت سخينتيه تضرب استها يعني بيضتيه لحرارتهما .

                                                          وفي حديث واثلة أنه عليه السلام دعا بقرص فكسره في صحفة وصنع فيها ماء سخنا ماء سخن بضم السين وسكون الخاء : أي حار . وقد سخن الماء وسخن وسخن .

                                                          [ ص: 352 ] ( س ) وفيه أنه قال له رجل : يا رسول الله هل أنزل عليك طعام من السماء ؟ فقال : نعم أنزل علي طعام في مسخنة هي قدر كالتور يسخن فيها الطعام .

                                                          ( هـ ) وفي الحديث أنه أمرهم أن يمسحوا على المشاوذ والتساخين التساخين : الخفاف ، ولا واحد لها من لفظها . وقيل واحدها تسخان وتسخين . هكذا شرح في كتاب اللغة والغريب . وقال حمزة الأصفهاني في كتب الموازنة : التسخان تعريب تشكن ، وهو اسم غطاء من أغطية الرأس ، كان العلماء والموابذة يأخذونه على رءوسهم خاصة دون غيرهم . قال : وجاء ذكر التساخين في الحديث فقال من تعاطى تفسيره : هو الخف ، حيث لم يعرف فارسيته ، وقد تقدم في حرف التاء .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية