الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( سبل ) قد تكرر في الحديث ذكر سبيل الله وابن السبيل فالسبيل : في الأصل الطريق ويذكر ويؤنث ، والتأنيث فيها أغلب . وسبيل الله عام يقع على كل عمل خالص سلك به طريق [ ص: 339 ] التقرب إلى الله - تعالى - بأداء الفرائض والنوافل وأنواع التطوعات ، وإذا أطلق فهو في الغالب واقع على الجهاد ، حتى صار لكثرة الاستعمال كأنه مقصور عليه . وأما ابن السبيل فهو المسافر الكثير السفر ، سمي ابنا لها لملازمته إياها .

                                                          ( هـ ) وفيه حريم البئر أربعون ذراعا من حواليها لأعطان الإبل والغنم ، وابن السبيل أول شارب منها أي عابر السبيل المجتاز بالبئر أو الماء أحق به من المقيم عليه ، يمكن من الورد والشرب ، وأن يرفع لشفته ثم يدعه للمقيم عليه .

                                                          ( س ) وفي حديث سمرة فإذا الأرض عند أسبله أي طرقه ، وهو جمع قلة للسبيل إذا أنثت ، وإذا ذكرت فجمعها أسبلة .

                                                          وفي حديث وقف عمر احبس أصلها وسبل ثمرتها أي اجعلها وقفا ، وأبح ثمرتها لمن وقفتها عليه ، سبلت الشيء إذا أبحته ، كأنك جعلت إليه طريقا مطروقة .

                                                          ( هـ ) وفيه ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة : المسبل إزاره هو الذي يطول ثوبه ويرسله إلى الأرض إذا مشى . وإنما يفعل ذلك كبرا واختيالا . وقد تكرر ذكر الإسبال في الحديث ، وكله بهذا المعنى .

                                                          ومنه حديث المرأة والمزادتين سابلة رجليها بين مزادتين هكذا جاء في رواية . والصواب في اللغة مسبلة : أي مدلية رجليها . والرواية سادلة : أي مرسلة .

                                                          ( هـ ) ومنه حديث أبي هريرة من جر سبله من الخيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة السبل بالتحريك : الثياب المسبلة ، كالرسل ، والنشر ; في المرسلة والمنشورة . وقيل : إنها أغلظ ما يكون من الثياب تتخذ من مشاقة الكتان .

                                                          ومنه حديث الحسن دخلت على الحجاج وعليه ثياب سبلة .

                                                          ( هـ ) وفيه إنه كان وافر السبلة السبلة بالتحريك : الشارب ، والجمع السبال ، قاله الجوهري . وقال الهروي هي الشعرات التي تحت اللحي الأسفل . والسبلة عند العرب مقدم اللحية وما أسبل منها على الصدر .

                                                          [ ص: 340 ] ومنه حديث ذي الثدية عليه شعيرات مثل سبالة السنور .

                                                          ( س ) وفي حديث الاستسقاء اسقنا غيثا سابلا أي هاطلا غزيرا . يقال أسبل المطر والدمع إذا هطلا . والاسم السبل بالتحريك .

                                                          ( س ) ومنه حديث رقيقة :

                                                          فجاد بالماء جوني له سبل

                                                          أي مطر جود هاطل .

                                                          ( س ) وفي حديث مسروق لا تسلم في قراح حتى يسبل أسبل الزرع إذا سنبل . والسبل : السنبل ، والنون زائدة .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية