الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( سفف ) ( هـ ) فيه أتي برجل فقيل إنه سرق ، فكأنما أسف وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أي تغير واكمد كأنما ذر عليه شيء غيره ، من قولهم أسففت الوشم ، وهو أن يغرز الجلد بإبرة ثم تحشى المغارز كحلا .

                                                          ( س ) ومنه الحديث الآخر أن رجلا شكا إليه جيرانه مع إحسانه إليهم ، فقال : إن كان كذلك فكأنما تسفهم المل المل : الرماد : أي تجعل وجوههم كلون الرماد . وقيل هو من سففت الدواء أسفه ، وأسففته غيري ، وهو السفوف بالفتح .

                                                          ومنه الحديث الآخر سف الملة خير من ذلك .

                                                          وفي حديث علي لكني أسففت إذ أسفوا أسف الطائر إذا دنا من الأرض ، وأسف الرجل للأمر إذا قاربه .

                                                          ( س ) وفي حديث أبي ذر قالت له امرأة : ما في بيتك سفة ولا هفة السفة : ما يسف من الخوص كالزبيل ونحوه : أي ينسج . ويحتمل أن يكون من السفوف : أي ما يستف .

                                                          ( هـ ) ومنه حديث النخعي كره أن يوصل الشعر ، وقال : لا بأس بالسفة هو شيء من القراميل تضعه المرأة في شعرها ليطول . وأصله من سف الخوص ونسجه .

                                                          [ ص: 376 ] ( هـ ) وفي حديث الشعبي أنه كره أن يسف الرجل النظر إلى أمه أو ابنته أو أخته أي يحد النظر إليهن ويديمه .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية