الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( خطط ) ( هـ س ) في حديث معاوية بن الحكم أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الخط ، فقال : كان نبي من الأنبياء يخط ، فمن وافق خطه علم مثل علمه وفي رواية فمن وافق خطه فذاك قال ابن عباس : الخط هو الذي يخطه الحازي ، وهو علم قد تركه الناس ، يأتي صاحب الحاجة إلى الحازي فيعطيه حلوانا ، فيقول له : اقعد حتى أخط لك ، وبين يدي الحازي غلام له معه ميل ، ثم يأتي إلى أرض رخوة فيخط فيها خطوطا كثيرة بالعجلة لئلا يلحقها العدد ، ثم يرجع فيمحو منها على مهل خطين خطين ، وغلامه يقول للتفاؤل : ابني عيان أسرعا البيان ، فإن بقي خطان فهما علامة النجح ، وإن بقي خط واحد فهو علامة الخيبة . وقال الحربي : الخط هو أن يخط ثلاثة خطوط ، ثم يضرب عليهن بشعير أو نوى ويقول : يكون كذا وكذا ، وهو ضرب من الكهانة . قلت : الخط المشار إليه علم معروف ، وللناس فيه تصانيف كثيرة ، وهو معمول به إلى الآن ، ولهم فيه أوضاع واصطلاح وأسام وعمل كثير ، ويستخرجون به الضمير وغيره ، وكثيرا ما يصيبون فيه .

                                                          وفي حديث ابن أنيس ذهب بي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى منزله فدعا [ ص: 48 ] بطعام قليل ، فجعلت أخطط ليشبع رسول الله صلى الله عليه وسلم أي أخط في الطعام أريه أني آكل ولست بآكل .

                                                          وفي حديث قيلة أيلام ابن هذه أن يفصل الخطة أي : إذا نزل به أمر مشكل فصله برأيه . الخطة : الحال والأمر والخطب .

                                                          ومنه حديث الحديبية لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها .

                                                          وفي حديثها أيضا أنه قد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها أي أمرا واضحا في الهدى والاستقامة .

                                                          ( هـ ) وفيه أنه ورث النساء خططهن دون الرجال الخطط جمع خطة بالكسر ، وهي الأرض يختطها الإنسان لنفسه بأن يعلم عليها علامة ويخط عليها خطا ليعلم أنه قد احتازها ، وبها سميت خطط الكوفة والبصرة . ومعنى الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى نساء ، منهن أم عبد خططا يسكنها بالمدينة شبه القطائع لا حظ للرجال فيها .

                                                          ( هـ ) وفي حديث أم زرع وأخذ خطيا الخطي بالفتح : الرمح المنسوب إلى الخط ، وهو سيف البحر عند عمان والبحرين ; لأنها تحمل إليه وتثقف به .

                                                          وفيه أنه نام حتى سمع غطيطه أو خطيطه الخطيط قريب من الغطيط : وهو صوت النائم . والخاء والغين متقاربتان .

                                                          ( هـ ) وفي حديث ابن عباس خط الله نوءها هكذا جاء في رواية ، وفسر أنه من الخطيطة ، وهي الأرض التي لا تمطر بين أرضين ممطورتين .

                                                          ومنه حديث أبي ذر نرعى الخطائط ونرد المطائط .

                                                          ( هـ ) وفي حديث ابن عمر في صفة الأرض الخامسة فيها حيات كسلاسل الرمل ، وكالخطائط بين الشقائق الخطائط : الطرائق ، واحدتها خطيطة .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية