الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( خلج ) ( هـ ) فيه أنه صلى صلاة فجهر فيها بالقراءة وجهر خلفه قارئ ، فقال : لقد ظننت أن بعضهم خالجنيها أي نازعنيها . وأصل الخلج : الجذب والنزع .

                                                          ( هـ ) ومنه الحديث ليردن علي الحوض أقوام ثم ليختلجن دوني أي يجتذبون ويقتطعون .

                                                          ومنه الحديث يختلجونه على باب الجنة أي يجتذبونه .

                                                          ومنه حديث عمار وأم سلمة فاختلجها من جحرها .

                                                          ومنه حديث علي رضي الله عنه في ذكر الحياة إن الله تعالى جعل الموت خالجا لأشطانها أي مسرعا في أخذ حبالها .

                                                          وحديثه الآخر تنكب المخالج عن وضح السبيل أي الطرق المتشعبة عن الطريق الأعظم الواضح .

                                                          [ ص: 60 ] وحديث المغيرة حتى تروه يخلج في قومه أو يحلج أي يسرع في حبهم . يروى بالخاء والحاء . وقد تقدم .

                                                          ( هـ ) ومنه الحديث فحنت الخشبة حنين الناقة الخلوج هي التي اختلج ولدها : أي انتزع منها .

                                                          ( هـ ) ومنه حديث أبي مجلز إذا كان الرجل مختلجا فسرك أن لا تكذب فانسبه إلى أمه يقال : رجل مختلج : إذا نوزع في نسبه ، كأنه جذب منهم وانتزع . وقوله فانسبه إلى أمه يريد إلى رهطها وعشيرتها ، لا إليها نفسها .

                                                          وفي حديث عدي قال له عليه الصلاة والسلام : لا يختلجن في صدرك طعام أي لا يتحرك فيه شيء من الريبة والشك . ويروى بالحاء ، وقد تقدم . وأصل الاختلاج : الحركة والاضطراب .

                                                          وفي حديث عائشة ، وسئلت عن لحم الصيد للمحرم فقالت : إن تخلج في نفسك شيء فدعه .

                                                          ( س ) ومنه الحديث ما اختلج عرق إلا ويكفر الله به .

                                                          ( س ) وفي حديث عبد الرحمن بن أبي بكر إن الحكم بن أبي العاص بن أمية أبا مروان كان يجلس خلف النبي صلى الله عليه وسلم ، فإذا تكلم اختلج بوجهه ، فرآه فقال له : كن كذلك ، فلم يزل يختلج حتى مات أي كان يحرك شفتيه وذقنه استهزاء وحكاية لفعل النبي صلى الله عليه وسلم فبقي يرتعد ويضطرب إلى أن مات .

                                                          وفي رواية فضرب به شهرين ، ثم أفاق خليجا أي صرع ثم أفاق مختلجا قد أخذ لحمه وقوته . وقيل مرتعشا .

                                                          ( هـ ) وفي حديث شريح إن نسوة شهدن عنده على صبي وقع حيا يتخلج أي يتحرك .

                                                          ( هـ ) وحديث الحسن أنه رأى رجلا يمشي مشية أنكرها ، فقال : تخلج في مشيته خلجان المجنون بالتحريك : مصدر ، كالنزوان .

                                                          [ ص: 61 ] وفي بعض الحديث إن فلانا ساق خليجا الخليج : نهر يقتطع من النهر الأعظم إلى موضع يتنتفع به فيه .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية