الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( ربض ) ( هـ ) في حديث أم معبد فدعا بإناء يربض الرهط أي يرويهم ويثقلهم حتى يناموا ويمتدوا على الأرض . من ربض في المكان يربض : إذا لصق به وأقام ملازما له . يقال : أربضت الشمس : إذا اشتد حرها حتى تربض الوحش في كناسها . أي تجعلها تربض فيه . ويروى بالياء . وسيجيء .

                                                          ( هـ ) ومنه الحديث أنه بعث الضحاك بن سفيان إلى قومه وقال : إذا أتيتهم فاربض في دارهم ظبيا أي أقم في دارهم آمنا لا تبرح ، كأنك ظبي في كناسه قد أمن حيث لا يرى إنسيا . وقيل المعنى أنه أمره أن يأتيهم كالمتوحش ; لأنه بين ظهراني الكفرة ، فمتى رابه منهم ريب نفر عنهم شاردا كما ينفر الظبي .

                                                          ( س ) وفي حديث عمر ففتح الباب فإذا شبه الفصيل الرابض أي الجالس المقيم .

                                                          * ومنه الحديث كربضة العنز . ويروى بكسر الراء : أي جثتها إذا بركت .

                                                          ( س ) ومنه الحديث إنه رأى قبة حولها غنم ربوض جمع رابض .

                                                          * وحديث عائشة رأيت كأني على ظرب وحولي بقر ربوض .

                                                          ( س ) وحديث معاوية لا تبعثوا الرابضين الترك والحبشة أي المقيمين الساكنين ، يريد لا تهيجوهم عليكم ما داموا لا يقصدونكم .

                                                          ( س ) ومنه الحديث الرابضة ملائكة أهبطوا مع آدم يهدون الضلال . ولعله من الإقامة أيضا . قال الجوهري : الرابضة : بقية حملة الحجة ، لا تخلو منهم الأرض . وهو في الحديث .

                                                          [ ص: 185 ] ( هـ ) وفيه مثل المنافق كمثل الشاة بين الربضين وفي رواية : بين الربيضين . الربيض : الغنم نفسها . والربض : موضعها الذي تربض فيه . أراد أنه مذبذب كالشاة الواحدة بين قطيعين من الغنم ، أو بين مربضيهما .

                                                          * ومنه حديث علي والناس حولي كربيضة الغنم أي كالغنم الربض .

                                                          ( س ) وفيه أنا زعيم ببيت في ربض الجنة هو بفتح الباء : ما حولها خارجا عنها ، تشبيها بالأبنية التي تكون حول المدن وتحت القلاع . وقد تكرر في الحديث .

                                                          ( س ) وفي حديث ابن الزبير وبناء الكعبة فأخذ ابن مطيع العتلة من شق الربض الذي يلي دار بني حميد الربض بضم الراء وسكون الباء : أساس البناء . وقيل وسطه ، وقيل هو والربض سواء ، كسقم وسقم .

                                                          ( س ) وفي حديث نجبة زوج ابنته من رجل وجهزها ، وقال : لا يبيت عزبا وله عندنا ربض ربض الرجل : المرأة التي تقوم بشأنه . وقيل هو كل من استرحت إليه ، كالأم والبنت والأخت ، وكالقيم والمعيشة والقوت .

                                                          ( هـ ) وفي حديث أشراط الساعة وأن تنطق الرويبضة في أمر العامة ، قيل : وما الرويبضة يا رسول الله ؟ فقال : الرجل التافه ينطق في أمر العامة الرويبضة ، تصغير الرابضة وهو العاجز الذي ربض عن معالي الأمور وقعد عن طلبها . وزيادة التاء للمبالغة . والتافه : الخسيس الحقير .

                                                          ( هـ ) وفي حديث أبي لبابة أنه ارتبط بسلسلة ربوض إلى أن تاب الله عليه هي الضخمة الثقيلة اللازقة بصاحبها . وفعول من أبنية المبالغة يستوي في المذكر والمؤنث .

                                                          ( س ) وفي حديث قتل القراء يوم الجماجم كانوا ربضة الربضة : مقتل قوم قتلوا في بقعة واحدة .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية