الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( رين ) ( هـ ) في حديث عمر قال عن أسيفع جهينة : أصبح قد رين به أي أحاط [ ص: 291 ] الدين بماله . يقال رين بالرجل رينا إذا وقع فيما لا يستطيع الخروج منه . وأصل الرين : الطبع والتغطية . ومنه قوله - تعالى - كلا بل ران على قلوبهم أي طبع وختم .

                                                          ومنه حديث علي لتعلم أينا المرين على قلبه ، والمغطى على بصره المرين : المفعول به الرين .

                                                          ( هـ ) ومنه حديث مجاهد في قوله - تعالى - وأحاطت به خطيئته قال : هو الران الران والرين سواء ، كالذام والذيم ، والعاب والعيب .

                                                          وفيه إن الصيام يدخلون الجنة من باب الريان قال الحربي : إن كان هذا اسما للباب ، وإلا فهو من الرواء ، وهو الماء الذي يروي . يقال روي يروى فهو ريان ، وامرأة ريا . فالريان فعلان من الري ، والألف والنون زائدتان ، مثلهما في عطشان ، فيكون من باب ريا لا رين . والمعنى أن الصيام بتعطيشهم أنفسهم في الدنيا يدخلون من باب الريان ليأمنوا من العطش قبل تمكنهم في الجنة .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية