الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( شرر ) ( هـ ) في حديث الدعاء الخير بيديك ، والشر ليس إليك أي أن الشر لا يتقرب به إليك ، ولا يبتغى به وجهك ، أو أن الشر لا يصعد إليك ، وإنما يصعد إليك الطيب من القول والعمل . وهذا الكلام إرشاد إلى استعمال الأدب في الثناء على الله ، وأن تضاف إليه محاسن الأشياء دون مساويها ، وليس المقصود نفي شيء عن قدرته وإثباته لها ، فإن هذا في الدعاء مندوب إليه . يقال يا رب السماء والأرض ، ولا يقال يا رب الكلاب والخنازير ، وإن كان هو ربها . ومنه قوله تعالى ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها .

                                                          * وفيه ولد الزنا شر الثلاثة قيل هذا جاء في رجل بعينه كان موسوما بالشر . وقيل هو عام . وإنما صار ولد الزنا شرا من والديه لأنه شرهم أصلا ونسبا وولادة ، ولأنه خلق من ماء الزاني والزانية ، فهو ماء خبيث . وقيل لأن الحد يقام عليهما فيكون تمحيصا لهما ، وهذا لا يدرى ما يفعل به في ذنوبه .

                                                          ( س ) وفيه لا يأتي عليكم عام إلا والذي بعده شر منه سئل الحسن عنه فقيل : ما بال زمان عمر بن عبد العزيز بعد زمان الحجاج ؟ فقال : لا بد للناس من تنفيس . يعني أن الله ينفس عن عباده وقتا ما ، ويكشف البلاء عنهم حينا .

                                                          ( هـ ) فيه إن لهذا القرآن شرة ، ثم إن للناس عنه فترة الشرة : النشاط والرغبة .

                                                          ( س ) ومنه الحديث الآخر لكل عابد شرة .

                                                          [ ص: 459 ] ( س ) وفيه لا تشار أخاك هو تفاعل من الشر : أي لا تفعل به شرا يحوجه إلى أن يفعل بك مثله . ويروى بالتخفيف .

                                                          * ومنه حديث أبي الأسود ما فعل الذي كانت امرأته تشاره وتماره .

                                                          ( س ) وفي حديث الحجاج لها كظة تشتر يقال اشتر البعير واجتر ، وهي الجرة لما يخرجه البعير من جوفه إلى فمه ويمضغه ثم يبتلعه . والجيم والشين من مخرج واحد .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية