الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( زلف ) ( هـ ) في حديث يأجوج ومأجوج فيرسل الله مطرا فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة الزلفة بالتحريك ، وجمعها زلف : مصانع الماء ، وتجمع على المزالف أيضا . أراد أن المطر يغدر في الأرض فتصير كأنها مصنعة من مصانع الماء . وقيل : الزلفة : المرآة ، شبهها بها لاستوائها ونظافتها . وقيل الزلفة : الروضة . ويقال بالقاف أيضا .

                                                          ( س ) وفيه إذا أسلم العبد فحسن إسلامه يكفر الله عنه كل سيئة أزلفها أي أسلفها وقدمها . والأصل فيه القرب والتقدم .

                                                          ومنه حديث الضحية أتي ببدنات خمس أو ست ، فطفقن يزدلفن إليه بأيتهن يبدأ أي يقربن منه ، وهو يفتعلن من القرب ، فأبدل التاء دالا لأجل الزاي .

                                                          ومنه الحديث إنه كتب إلى مصعب بن عمير - وهو بالمدينة - انظر من اليوم الذي تتجهز فيه اليهود لسبتها ، فإذا زالت الشمس فازدلف إلى الله بركعتين واخطب فيهما أي تقرب .

                                                          ومنه حديث أبي بكر والنسابة فمنكم المزدلف الحر صاحب العمامة الفردة إنما سمي المزدلف لاقترابه إلى الأقران وإقدامه عليهم . وقيل لأنه قال في حرب كليب : ازدلفوا قوسي أو قدرها أي تقدموا في الحرب بقدر قوسي .

                                                          [ ص: 310 ] ( هـ ) ومنه حديث الباقر ما لك من عيشك إلا لذة تزدلف بك إلى حمامك أي تقربك إلى موتك .

                                                          ومنه سمي المشعر الحرام مزدلفة لأنه يتقرب إلى الله فيها .

                                                          وفي حديث ابن مسعود ذكر زلف الليل وهي ساعاته ، واحدتها زلفة . وقيل هي الطائفة من الليل قليلة كانت أو كثيرة .

                                                          ( هـ ) وفي حديث عمر رضي الله عنه إن رجلا قال له : إني حججت من رأس هر ، و خارك ، أو بعض هذه المزالف رأس هر وخارك : موضعان من ساحل فارس يرابط فيهما . والمزالف : قرى بين البر والريف ، واحدتها مزلفة .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية