الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ ص: 91 ] ( خير ) فيه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في كل شيء الخير ضد الشر . تقول منه : خرت يا رجل . فأنت خائر وخير . وخار الله لك : أي أعطاك ما هو خير لك . والخيرة بسكون الياء : الاسم منه . فأما بالفتح فهي الاسم من قولك : اختاره الله ، ومحمد صلى الله عليه وسلم خيرة الله من خلقه . يقال بالفتح والسكون . والاستخارة : طلب الخيرة في الشيء ، وهو استفعال منه . يقال : استخر الله يخر لك .

                                                          ومنه دعاء الاستخارة اللهم خر لي . أي اختر لي أصلح الأمرين ، واجعل لي الخيرة فيه .

                                                          وفيه خير الناس خيرهم لنفسه معناه : إذا جامل الناس جاملوه ، وإذا أحسن إليهم كافئوه بمثله .

                                                          وفي حديث آخر : خيركم خيركم لأهله . هو إشارة إلى صلة الرحم والحث عليها .

                                                          ( هـ ) وفيه رأيت الجنة والنار فلم أر مثل الخير والشر أي لم أر مثلهما لا يميز بينهما ، فيبالغ في طلب الجنة والهرب من النار .

                                                          ( هـ ) وفيه أعطه جملا خيارا رباعيا يقال : جمل خيار وناقة خيار ، أي مختار ومختارة .

                                                          وفيه تخيروا لنطفكم أي اطلبوا ما هو خير المناكح وأزكاها ، وأبعد من الخبث والفجور .

                                                          ( س ) ( هـ ) وفي حديث أبي ذر أن أخاه أنيسا نافر رجلا عن صرمة له وعن مثلها ، فخير أنيس فأخذ الصرمة أي فضل وغلب . يقال : نافرته فنفرته ، وخايرته فخرته : أي غلبته . وقد كان خايره في الشعر .

                                                          وفي حديث عامر بن الطفيل أنه خير في ثلاث أي جعل له أن يختار منها واحدا ، وهو بفتح الخاء .

                                                          وفي حديث بريرة أنها خيرت في زوجها بالضم .

                                                          فأما قوله خير بين دور الأنصار فيريد : فضل بعضها على بعض .

                                                          وفيه البيعان بالخيار ما لم يتفرقا الخيار : الاسم من الاختيار ، وهو طلب خير الأمرين إما إمضاء البيع ، أو فسخه ، وهو على ثلاثة أضرب : خيار المجلس ، وخيار الشرط ، وخيار النقيصة [ ص: 92 ] أما خيار المجلس فالأصل فيه قوله : البيعان بالخيار ما لم يتفرقا إلا بيع الخيار أي إلا بيعا شرط فيه الخيار فلا يلزم بالتفرق . وقيل معناه : إلا بيعا شرط فيه نفي خيار المجلس فيلزم بنفسه عند قوم . وأما خيار الشرط فلا تزيد مدته على ثلاثة أيام عند الشافعي ، أولها من حال العقد أو حال التفرق . وأما خيار النقيصة فأن يظهر بالمبيع عيب يوجب الرد أو يلتزم البائع فيه شرطا لم يكن فيه ، ونحو ذلك .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية