الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( رحا ) ( هـ ) فيه تدور رحا الإسلام لخمس أو ست أو سبع وثلاثين سنة ، فإن يقم لهم دينهم يقم لهم سبعين سنة ، وإن يهلكوا فسبيل من هلك من الأمم وفي رواية تدور في ثلاث وثلاثين سنة ، أو أربع وثلاثين سنة ، قالوا : يا رسول الله سوى الثلاث والثلاثين ؟ قال : نعم .

                                                          يقال : دارت رحا الحرب : إذا قامت على ساقها . وأصل الرحا : التي يطحن بها . والمعنى أن الإسلام يمتد قيام أمره على سنن الاستقامة والبعد من إحداثات الظلمة إلى تقضي هذه المدة التي هي بضع وثلاثون . ووجهه أن يكون قاله وقد بقيت من عمره السنون الزائدة على الثلاثين باختلاف الروايات ، فإذا انضمت إلى مدة خلافة الأئمة الراشدين وهي ثلاثون سنة كانت بالغة ذلك المبلغ ، وإن كان أراد سنة خمس وثلاثين من الهجرة ; ففيها خرج أهل مصر وحصروا عثمان رضي الله عنه وجرى فيها ما جرى ، وإن كانت ستا وثلاثين ، ففيها كانت وقعة الجمل ، وإن كانت سبعا وثلاثين ففيها كانت وقعة صفين . وأما قوله : يقم لهم سبعين عاما ، فإن الخطابي قال : يشبه أن يكون أراد مدة ملك بني أمية وانتقاله إلى بني العباس ، فإنه كان بين استقرار الملك لبني أمية إلى أن ظهرت دعاة الدولة العباسية بخراسان نحو من سبعين سنة ، وهذا التأويل كما تراه ، فإن المدة التي أشار إليها لم تكن سبعين سنة ، ولا كان الدين فيها قائما . ويروى تزول رحا الإسلام عوض " تدور " : أي تزول عن ثبوتها واستقرارها .

                                                          ( س ) وفي حديث صفة السحاب : كيف ترون رحاها أي استدارتها ، أو ما استدار منها .

                                                          [ ص: 212 ] ( هـ ) وفي حديث سليمان بن صرد أتيت عليا حين فرغ من مرحى الجمل المرحى : الموضع الذي دارت عليه رحا الحرب . يقال : رحيت الرحا ورحوتها : إذا أدرتها .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية