وفي حديث الدعاء " اللهم أعط كل منفق خلفا " أي عوضا . يقال : خلف الله لك خلفا بخير ، وأخلف عليك خيرا : أي أبدلك بما ذهب منك وعوضك عنه . وقيل : إذا ذهب للرجل ما يخلفه مثل المال والولد ، قيل : أخلف الله لك وعليك ، وإذا ذهب له ما لا يخلفه غالبا كالأب والأم قيل : خلف الله عليك . وقد يقال : خلف الله عليك : إذا مات لك ميت : أي كان الله خليفة عليك . وأخلف الله عليك : أي أبدلك .
( س ) ومنه الحديث تكفل الله للغازي أن يخلف نفقته وحديث أبي الدرداء في الدعاء للميت " اخلفه في عقبه " أي كن لهم بعده .
وحديث أم سلمة " اللهم اخلف لي خيرا منه " .
( هـ ) ومنه الحديث فلينفض فراشه فإنه لا يدري ما خلفه عليه أي لعل هامة دبت فصارت فيه بعده ، وخلاف الشيء : بعده .
ومنه الحديث " فدخل ابن الزبير خلافه " .
وفي حديث الدجال " قد خلفهم في ذرياتهم " .
وحديث أبي اليسر " أخلفت غازيا في سبيل الله في أهله بمثل هذا ؟ " يقال : خلفت الرجل في أهله : إذا أقمت بعده فيهم وقمت عنه بما كان يفعله ، والهمزة فيه للاستفهام .
وحديث ماعز " كلما نفرنا في سبيل الله خلف أحدهم له نبيب كنبيب التيس " .
وحديث الأعشى الحرمازي :
فخلفتني بنزاع وحرب
أي بقيت بعدي ، ولو روي بالتشديد لكان بمعنى تركتني خلفها . والحرب : الغضب .[ ص: 67 ] ( هـ ) وفي حديث جرير " خير المرعى الأراك والسلم إذا أخلف كان لجينا " أي : إذا أخرج الخلفة ، وهو ورق يخرج بعد الورق الأول في الصيف .
ومنه حديث خزيمة السلمي " حتى آل السلامى وأخلف الخزامى " أي طلعت خلفته من أصوله بالمطر .
( س ) وفي حديث سعد " أتخلف عن هجرتي " يريد خوف الموت بمكة ، لأنها دار تركوها لله تعالى وهاجروا إلى المدينة ، فلم يحبوا أن يكون موتهم بها ، وكان يومئذ مريضا . والتخلف : التأخر .
ومنه حديث سعد " فخلفنا فكنا آخر الأربع " أي أخرنا ولم يقدمنا .
والحديث الآخر حتى إن الطائر ليمر بجنباتهم فما يخلفهم أي ما يتقدم عليهم ويتركهم وراءه .
( س ) وفيه سووا صفوفكم ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم أي : إذا تقدم بعضكم على بعض في الصفوف تأثرت قلوبكم ، ونشأ بينكم الخلف ( س ) ومنه الحديث الآخر لتسون صفوفكم ، أو ليخالفن الله بين وجوهكم يريد أن كلا منهم يصرف وجهه عن الآخر ، ويوقع بينهم التباغض ، فإن إقبال الوجه على الوجه من أثر المودة والألفة . وقيل : أراد بها تحويلها إلى الأدبار . وقيل : تغيير صورها إلى صور أخرى . . وفيه إذا وعد أخلف أي لم يف بوعده ولم يصدق . والاسم منه الخلف بالضم .
( س ) وفي حديث الصوم خلفة فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك الخلفة بالكسر : تغير ريح الفم . وأصلها في النبات أن ينبت الشيء بعد الشيء ; لأنها رائحة حدثت بعد الرائحة الأولى . يقال : خلف فمه يخلف خلفة وخلوفا .
( هـ ) ومنه الحديث لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ( هـ ) ومنه حديث علي ، وسئل عن قبلة الصائم فقال : " وما أربك إلى خلوف فيها ؟ " [ ص: 68 ] ( هـ ) وفيه " إن اليهود قالت : لقد علمنا أن محمدا لم يترك أهله خلوفا " أي لم يتركهن سدى لا راعي لهن ولا حامي . يقال : حي خلوف : إذا غاب الرجال وأقام النساء . ويطلق على المقيمين والظاعنين .
ومنه حديث المرأة والمزادتين " ونفرنا خلوف " أي رجالنا غيب .
وحديث الخدري " فأتينا القوم خلوفا " .
( س ) وفي حديث الدية " كذا وكذا خلفة " الخلفة - بفتح الخاء وكسر اللام - : الحامل من النوق ، وتجمع على خلفات وخلائف . وقد خلفت : إذا حملت ، وأخلفت : إذا حالت . وقد تكرر ذكرها في الحديث مفردة ومجموعة .
ومنه الحديث ثلاث آيات يقرؤهن أحدكم خير له من ثلاث خلفات سمان عظام .
ومنه حديث هدم الكعبة " لما هدموها ظهر فيها مثل خلائف الإبل " أراد بها صخورا عظاما في أساسها بقدر النوق الحوامل .
( س ) وفيه " دع داعي اللبن ، قال : فتركت أخلافها قائمة " الأخلاف : جمع خلف بالكسر ، وهو الضرع لكل ذات خف وظلف . وقيل : هو مقبض يد الحالب من الضرع . وقد تكرر في الحديث .
( هـ ) وفي حديث عائشة وبناء الكعبة قال لها : لولا حدثان قومك بالكفر لبنيتها على أساس إبراهيم ، وجعلت لها خلفين ، فإن قريشا استقصرت من بنائها الخلف : الظهر ، كأنه أراد أن يجعل لها بابين ، والجهة التي تقابل الباب من البيت ظهره ، فإذا كان لها بابان فقد صار لها ظهران . ويروى بكسر الخاء : أي زيادتين كالثديين ، والأول الوجه .
وفي حديث الصلاة ثم أخالف إلى رجال فأحرق عليهم بيوتهم أي آتيهم من خلفهم ، أو أخالف ما أظهرت من إقامة الصلاة وأرجع إليهم فآخذهم على غفلة ، أو يكون بمعنى أتخلف عن الصلاة بمعاقبتهم .
ومنه حديث السقيفة " وخالف عنا علي والزبير " أي تخلفا .
( ه ) وفي حديث عبد الرحمن بن عوف " إن رجلا أخلف السيف يوم بدر " يقال : [ ص: 69 ] أخلف يده : إذا أراد سيفه فأخلف يده إلى الكنانة . ويقال : خلف له بالسيف : إذا جاءه من ورائه فضربه .
( هـ ) ومنه الحديث " جئت في الهاجرة فوجدت عمر يصلي ، فقمت عن يساره فأخلفني فجعلني عن يمينه " أي أدارني من خلفه .
ومنه الحديث " فأخلف بيده وأخذ يدفع الفضل " .
( هـ ) وفي حديث أبي بكر " جاءه أعرابي فقال له : أنت خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال لا . قال : فما أنت ؟ قال : أنا الخالفة بعده " الخليفة من يقوم مقام الذاهب ويسد مسده ، والهاء فيه للمبالغة ، وجمعه الخلفاء على معنى التذكير لا على اللفظ ، مثل ظريف وظرفاء . ويجمع على اللفظ خلائف ، كظريفة وظرائف . فأما الخالفة فهو الذي لا غناء عنده ولا خير فيه . وكذلك الخالف . وقيل : هو الكثير الخلاف ، وهو بين الخلافة بالفتح . وإنما قال ذلك تواضعا وهضما من نفسه حين قال له : أنت خليفة رسول الله .
( هـ ) ومنه الحديث " لما أسلم سعيد بن زيد قال له بعض أهله : إني لأحسبك خالفة بني عدي " أي الكثير الخلاف لهم . وقال الزمخشري : " إن الخطاب أبا عمر قاله لزيد بن عمرو أبي سعيد بن زيد لما خالف دين قومه . ويجوز أن يريد به الذي لا خير عنده " .
ومنه الحديث أيما مسلم خلف غازيا في خالفته أي في من أقام بعده من أهله وتخلف عنه .
( هـ ) وفي حديث عمر " لو أطقت الأذان مع الخليفى لأذنت " الخليفى بالكسر والتشديد والقصر : الخلافة ، وهو وأمثاله من الأبنية ، كالرميا والدليلا ، مصدر يدل على معنى الكثرة . يريد به كثرة اجتهاده في ضبط أمور الخلافة وتصريف أعنتها .
وفيه ذكر " خليفة " بفتح الخاء وكسر اللام : جبل بمكة يشرف على أجياد .
( هـ ) وفي حديث معاذ " من تحول من مخلاف إلى مخلاف فعشره وصدقته إلى مخلافه [ ص: 70 ] الأول إذا حال عليه الحول " المخلاف في اليمن كالرستاق في العراق ، وجمعه المخاليف ، أراد أنه يؤدي صدقته إلى عشيرته التي كان يؤدي إليها ( هـ ) ومنه حديث ذي المشعار " من مخلاف خارف ويام " هما قبيلتان من اليمن .


