الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                فرع وفي الجواهر : يحلف مع المرأتين في الأموال ، وقاله ( ح ) ، ومنع ( ش ) وابن حنبل ، ووافقنا في الشاهد .

                                                                                                                لنا : أن الله تعالى أقام المرأتين مقام الرجل ، فيقضى بهما مع اليمين ، ولما علل ( صلى الله عليه وسلم ) نقصان عقلهن قال : ( عدلت شهادة المرأتين بشهادة رجل ) ولم يخص موضعا دون موضع ، ولأنه يحلف مع نكول المدعى عليه ، فمع المرأتين أولى ، ولأن المرأتين أقوى من اليمين لأنه لا يتوجه عليه يمين معها ، ويتوجه مع الرجل . وإذا لم يعرج على اليمين إلا عند عدمهما كانتا أقوى فيكونان كالرجل ، فيحلف معهما . احتجوا : بأن الله تعالى إنما شرع شهادتهن مع الرجل ، فإذا عدم الرجل لغت ، ولأن البينة في المال إذا خلت عن رجل لم تقبل ، كما لو شهد أربع نسوة ، فلو أن امرأتين كالرجل لتم الحكم بأربع ، ولقبلنا في غير المال كما يقبل الرجلان ، ويقبل في غير المال رجل وامرأتان ، ولأن شهادة المرأة ضعيفة تتقوى بالرجل ، واليمين ضعيف فينضم ضعيف إلى ضعيف . والجواب عن الأول : أن النص دل على أنهما يقومان مقام الرجل ، ولم يتعرض لكونهما لا [ ص: 56 ] يقومان مقامهما مع اليمين ، فهو مسكوت عنه دل عليه الاعتبار المتقدم ، كما دل اعتباره القمط والجذوع وغيرها .

                                                                                                                وعن الثاني : إن عد بينا أن المرأتين أقوى من اليمين ، وإنما لم تستقل النسوة في أحكام الأبدان ، لأنها يدخلها الشاهد واليمين ، ولأن تخصيص الرجال بموضع لا يدل على قوتهم ، لأن النساء قد خصصن بعيوب الفرج وغيرها ، ولم يدل ذلك على رجحانهن على الرجال ، وهو الجواب عن الثالث .

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                الخدمات العلمية