الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                السادس عشر . في الكتاب : يدك حر ، عتق عليه جميعه في القضاء والفتيا ، واليوم عتق أبدا ، لأن العتق لا ينقضي ولا يتوقف ، وحر في هذا اليوم من هذا العمل ، وقال : أردت عتقه من العمل دون الرق ، صدق مع يمينه ، واستحسن عمله فقال : ما أنت إلا حر ، ولم يرد : العتق ، لا يعتق في القضاء ولا في الفتيا للقرينة ، وإن مر عليه عاشر فقال : هو حر ، ولم يرد : العتق ، فلا شيء عليه في القضاء ولا في الفتيا إن علم أن السيد أراد دفع الظلم . قال ابن يونس : قال [ ص: 124 ] سحنون : إن قيل له : عبدك يزعم أنه حر ، فقال : وهو صادق ، فسأل العبد فقال : نعم أنا حر ، فقال السيد : ظننت أنه يقول : الحق ، فلا حرية له ، كمن رضي بشهادة رجل فله مناكرته ، قال ابن القاسم : إن سئل عن عبده فقال : ما له رب إلا الله ، أو قيل له : ألك هو ؟ فقال : ما هو لي ، فلا شيء عليه ، ويحلف ، قال : وإن شتم عبد حرا فشكاه لسيده فقال : هو حر مثلك ، فهو حر ، لأن المقصود التسوية في الحكم ، ولن يستوي إلا بالحرية ، قال سحنون : وإن قال : تصدقت عليك بخراجك ، أو عملك ، أو خدمتك ما عشت : أنه عتق مكانه ، لأن هذه صفة الحر ، ولو قال : تصدقت عليك بخراجك ، وأنت من بعدي حر ، فهو كأم الولد ، ولو قال : تصدقت عليك بخراجك ، أو عملك ، ولم يزد على هذا : عتق مكانه ، قاله ابن القاسم ، قال مالك : وإن قال : تصدقت عليك بعتقك عتق ، وإن وهبه نصفه عتق كله ، وولاؤه لسيده ، وكذلك إن أخدمته عوضا ، قال اللخمي : ومعنى قوله فيما تقدم : يكون كأم الولد : أن يعتق من رأس المال ، وإذا قال : له معاش ، ونوى : العتق ، لزمه ، لأن الإكراه لا يتعلق بالنية إن كان ذاكرا أن له أن لا ينويه ، وإن لم ينو عتقت على القول بأن الإكراه لا يكون إلا في المال .

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                الخدمات العلمية