الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                فرع قال اللخمي : إن دبر العبد أمته بغير إذن سيده فأجاز أو إذنه فذلك انتزاع ، والولاء للسيد الأعلى ، ويعتق من رأس ماله ، والعتق معلق بحياة العبد ، ويحرم عليه وعلى السيد وطئها ، فإن لم يعلم حتى عتق العبد فعلى القول أن الولاء للعبد يكون يعتق من ثلثه ، والولاء له ، ويجوز له وطئها ، وإن دبر المعتق إلى أجل قبل قرب أجله بإذن سيده ، فهو انتزاع ، وهو عتق إلى أجل ، وإن قرب الأجل وامتنع نزع ماله فهو تدبير ، فإذا انقضى الأجل عتق بموته من ثلثه ، وإن دبرت أم الولد في صحته بإذنه فهو معتق إلى أجل من رأس مال السيد الأعلى ، والعتق معلق بحياتها ، أو في مرضه فهو مدبر معتق من ثلثها ، وأعتقت بعد موت سيدها ، ثم ماتت ، ثم مات المولى ، فولاؤه لولدها دون ولد سيدها ، فإن لم يكن فلولد سيدها ، لأن ولدها يرث بالنسب ، وولد السيد بالولاء ، وإن دبر المكاتب خير سيده بين الإجازة والرد ، وإن أجاز المكاتب من الوطء خوفا أن يعجز فيكون معتقه إلى أجل ، فلا يحل لواحد منهما ، فإن أديا كتابته كانت مدبره يعتق من ثلثه ، ولا يمنع عنها ، وإن دبر المعتق بعضه بإذن من له فيه رق فهو مدبر ، [ ص: 193 ] لامتناع نزع ماله ، ويجوز له الوطء ، فإن مات عتقت من ثلثه ، وأخذ المتمسك بالرق الباقي وهو الثلثان ، لأنه مات المعتق بعضه قبل تمام حريته وكل موضع يصح فيه التدبير يكون الولاء فيه للسيد الأسفل ، وإلا فمعتق إلى أجل ، والولاء للأعلى .

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                الخدمات العلمية