الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                        صفحة جزء
                                                        وماذا : تأتي على أوجه ، أحدها : تكون ما استفهاما وذا إشارة ، نحو : ماذا التواني ، ماذا الوقوف . الثاني : تكون ما استفهاما وذا موصولة ، كقول لبيد :


                                                        ألا تسألان المرء ماذا يحاول أنحب فيقضى أم ضلال وباطل



                                                        الثالث : يكون ماذا كله استفهاما على التركيب ، كقولك : لماذا جئت . الرابع : أن يكون ماذا كله اسم جنس ، بمعنى شيء ، أو بمعنى الذي ، كقوله :


                                                        دعي ماذا علمت سأتقيه     ولكن بالمغيب فنبئيني

                                                        .

                                                        وتكون ما زائدة وذا إشارة ، نحو :


                                                        أنورا سرع ماذا يا فروق

                                                        .

                                                        وتكون ما استفهاما وذا زائدة ، في نحو : ماذا صنعت . وتكون ما شرطية غير زمانية : ( وما تفعلوا من خير يعلمه الله ) [ البقرة : 197 ] ، ( ما ننسخ من آية أو ننسها ) [ البقرة : 106 ] ، وزمانية : ( فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم ) [ التوبة : 7 ] .

                                                        وأما أوجه الحرفية ، فأحدها : أن تكون نافية ، فإن دخلت على الجملة الاسمية أعملها الحجازيون والتهاميون والنجديون عمل ليس بشروط معروفة ، نحو : ( ما هذا بشرا ) [ يوسف : 31 ] ، ( ما هن أمهاتهم ) [ المجادلة : 2 ] . وندر تركيبها مع النكرة تشبيها بلا ، كقوله :


                                                        وما بأس لو ردت علينا تحية     قليل على من يعرف الحق عابها



                                                        ( وقد يستثنى بما : كل شيء مهه ما النساء وذكرهن ، نصب النساء على الاستثناء ) ، وتكون مصدرية غير زمانية ، نحو : ( عزيز عليه ما عنتم ) [ التوبة : 128 ] ، ( ودوا ما عنتم ) [ آل عمران : 118 ] ، ( فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم ) [ السجدة : 14 ] ، وزمانية ، نحو : ( ما دمت حيا ) [ مريم : 31 ] ، ( فاتقوا الله ما استطعتم ) [ التغابن : 16 ] ، وتكون ما زائدة ، وهي نوعان ، كافة : وهي على ثلاثة أنواع : كافة عن عمل الرفع ، ولا تتصل إلا بثلاثة أفعال : قل وكثر وطال ، وكافة عن عمل النصب والرفع : وهي المتصلة بإن وأخواتها : ( إنما الله إله واحد ) [ النساء : 171 ] ، ( كأنما يساقون إلى الموت ) [ الأنفال : 6 ] ، وكافة عن عمل الجر : وتتصل بأحرف وظروف ، فالأحرف : رب :


                                                        ربما أوفيت في علم     ترفعن ثوبي شمالات



                                                        والكاف :


                                                        كما سيف عمرو لم تخنه مضاربه



                                                        والباء :


                                                        فلئن صرت لا تحير جوابا     لبما قد ترى وأنت خطيب



                                                        ومن :


                                                        وإنا لمما نضرب الكبش ضربة

                                                        .

                                                        والظروف : بعد :


                                                        أعلاقة أم الوليد بعد ما     أفنان رأسك ، كالثغام المخلس



                                                        وبين :


                                                        بينما نحن بالأراك معا     إذ أتى راكب على جمله



                                                        وغير الكافة نوعان : عوض ، وغير عوض ، فالعوض في موضعين ، أحدهما في قولهم : أما أنت منطلقا انطلقت ، والثاني : افعل هذا إما لا ، ومعناه : إن كنت لا تفعل غيره . وغير العوض يقع بعد الرفع ، نحو : شتان ما زيد وعمرو ، وقوله :


                                                        لو بأبانين جاء يخطبها     رمل ما أنف خاطب بدم



                                                        [ ص: 1242 ] وبعد الناصب الرافع : ليتما زيد قائم ، وبعد الجازم : ( وإما ينزغنك ) [ الأعراف : 200 ] ، ( أيا ما تدعوا ) [ الإسراء : 110 ] ، وبعد الخافض ، حرفا كان : ( فبما رحمة من الله ) [ آل عمران : 159 ] ، أو اسما : ( أيما الأجلين ) [ القصص : 28 ] . وتستعمل ما موضع من : ( ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم ) [ النساء : 22 ] ، ( فانكحوا ما طاب لكم ) [ النساء : 3 ] . وقصيدة مووية وماوية : آخرها ما

                                                        التالي السابق


                                                        الخدمات العلمية