الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                        صفحة جزء
                                                        وإن وأن : حرفان ينصبان الاسم ، ويرفعان الخبر ، وقد تنصبهما المكسورة ، كقوله : إذا اسود جنح الليل فلتأت ولتكن خطاك خفاقا إن حراسنا أسدا

                                                        وفي الحديث : " إن قعر جهنم سبعين خريفا " ، وقد يرتفع بعدها المبتدأ ، فيكون اسمها ضمير شأن محذوفا ، نحو : " إن من أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون " والأصل : إنه ، والمكسورة يؤكد بها الخبر ، وقد تخفف فتعمل قليلا ، وتهمل كثيرا . وعن الكوفيين : لا تخفف ، وتكون حرف جواب بمعنى نعم ، كقوله :

                                                        ويقلن شيب قد علا ك وقد كبرت فقلت إنه



                                                        وتكسر إن إذا كان مبدوءا بها ، لفظا أو معنى ، نحو : إن زيدا قائم ، وبعد ألا التنبيهية : ألا إن زيدا قائم ، وصلة [ ص: 1085 ] للاسم الموصول : ( وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه ) [ القصص : 28 ] ، وجواب قسم ، سواء كان في اسمها أو خبرها اللام أو لم يكن ، ومحكية بالقول في لغة من لا يفتحها : ( قال الله إني منزلها عليكم ) [ المائدة : 115 ] ، وبعد واو الحال : جاء زيد وإن يده على رأسه ، وموضع خبر اسم عين : زيد إنه ذاهب ، خلافا للفراء ، وقبل لام معلقة : ( والله يعلم إنك لرسوله ) [ المنافقون : 1 ] ، وبعد حيث : اجلس حيث إن زيدا جالس .

                                                        وإذا لزم التأويل بمصدر ، فتحت ، وذلك بعد لو : لو أنك قائم ، لقمت . والمفتوحة فرع عن المكسورة ، فصح أن أنما تفيد الحصر ، كإنما ، واجتمعا في قوله تعالى : ( قل إنما يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد ) [ فصلت : 6 ] ، فالأولى لقصر الصفة على الموصوف ، والثانية لعكسه . ( وقول من قال : إن الحصر خاص بالمكسورة مردود . والمفتوحة تكون لغة في لعل ) ، كقولك : ائت السوق أنك تشتري لحما ، قيل : ومنه قراءة من قرأ : ( وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون ) [ الأنعام : 109 ] .

                                                        التالي السابق


                                                        الخدمات العلمية