الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                        صفحة جزء
                                                        الفاء المفردة : حرف مهمل ، أو تنصب ، نحو : ما تأتينا فتحدثنا ، أو تخفض ، نحو :


                                                        فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع



                                                        بجر مثل ، وترد الفاء عاطفة ، وتفيد الترتيب ، وهو نوعان : معنوي : كقام زيد فعمرو ، وذكري : وهو عطف مفصل على مجمل : نحو : ( فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه ) [ البقرة : 36 ] ، والتعقيب : وهو في كل شيء بحسبه : كتزوج فولد له ولد ، وبينهما مدة الحمل ، وبمعنى ثم ، نحو ( ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ) [ المؤمنون : 14 ] ، وبمعنى الواو :

                                                        بين الدخول فحومل ، وتجيء للسببية : وذلك غالب في العاطفة جملة : ( فوكزه موسى فقضى عليه ) [ القصص : 15 ] [ ص: 1240 ] ، أو صفة : ( لآكلون من شجر من زقوم فمالئون منها البطون فشاربون عليه من الحميم ) [ الواقعة : 52 - 53 - 54 ] ، وتكون رابطة للجواب ، والجواب جملة اسمية ، نحو :

                                                        ( وإن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير ) [ الأنعام : 17 ] ، و ( إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ) [ المائدة : 118 ] ، أو تكون جملة فعلية كالاسمية ، وهي التي فعلها جامد ، نحو : ( إن ترني أنا أقل منك مالا وولدا فعسى ربي أن يؤتين [ الكهف : 39 - 40 ] ، و ( إن تبدوا الصدقات فنعما هي ) [ البقرة : 271 ] ، أو يكون فعلها إنشائيا : ( إن كنتم تحبون الله فاتبعوني ) [ آل عمران : 31 ] ، أو يكون فعلا ماضيا لفظا ومعنى ، إما حقيقة : ( إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل ) [ يوسف : 77 ] ، أو مجازا : ( ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار ) [ النمل : 90 ] ، نزل الفعل لتحققه منزلة الواقع ، وقد تحذف ضرورة ، نحو :


                                                        من يفعل الحسنات الله يشكرها

                                                        .

                                                        أي : فالله ، أو لا يجوز مطلقا ، والرواية : من يفعل الخير فالرحمن يشكره ، أو لغة فصيحة ، ومنه : ( إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين ) [ البقرة : 180 ] ، وحديث اللقطة : " فإن جاء صاحبها وإلا استمتع بها "

                                                        كذا : اسم مبهم ، وقد يجري مجرى كم ، فينتصب ما بعده على التمييز .

                                                        كلا : تكون صلة لما بعدها ، وردعا وزجرا وتحقيقا .

                                                        وكلاك والله ، وبلاك والله ، أي : كلا والله ، وبلى والله ، ولابن فارس في أحكام " كلا " مصنف مستقل .

                                                        لا : تكون نافية ، وهي على خمسة أوجه : عاملة عمل إن ، وعمل ليس ، ولا تعمل إلا في النكرات ، كقوله :


                                                        من صد عن نيرانها     فأنا ابن قيس لا براح



                                                        وتكون عاطفة بشرط أن يتقدمها إثبات : كجاء زيد لا عمرو ، أو أمر : كاضرب زيدا لا عمرا ، وأن يتغاير متعاطفاها ، فلا يجوز : جاءني رجل لا زيد ، لأنه يصدق على زيد اسم الرجل ، وتكون جوابا مناقضا لنعم ، وتحذف الجمل بعدها كثيرا ، وتعرض بين الخافض والمخفوض ، نحو : جئت بلا زاد ، وغضبت من لا شيء ، وتكون موضوعة لطلب الترك ، وتختص بالدخول على المضارع ، وتقتضي جزمه واستقباله : ( لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء ) [ الممتحنة : 1 ] وتكون زائدة : ( ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ألا تتبعني ) [ طه : 92 ] ، ( ما منعك ألا تسجد ) [ الأعراف : 12 ] ، ( لئلا يعلم أهل الكتاب ) [ الحديد : 29 ]

                                                        التالي السابق


                                                        الخدمات العلمية