الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                        صفحة جزء
                                                        إن المكسورة الخفيفة : تكون شرطية : ( إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف ) [ الأنفال : 38 ] ، ( وإن تعودوا نعد ) [ الأنفال : 19 ] ، وقد تقترن بلا ، فيظن الغر أنها إلا الاستثنائية ، نحو : ( إلا تنصروه فقد نصره الله ) [ التوبة : 40 ] ، ( إلا تنفروا يعذبكم ) [ التوبة : 39 ] .

                                                        وتكون نافية ، وتدخل على الجملة الاسمية : ( إن الكافرون إلا في غرور ) [ الملك : 20 ] ، والفعلية : ( إن أردنا إلا الحسنى ) [ التوبة : 107 ] .

                                                        وقول من قال : لا تأتي نافية إلا وبعدها إلا أو لما ، كـ : ( إن كل نفس لما عليها حافظ ) [ الطارق : 4 ] مردود بقوله عز وجل ( إن عندكم من سلطان بهذا ) [ يونس : 68 ] ، ( قل إن أدري أقريب ما توعدون ) [ الجن : 25 ] .

                                                        وتكون مخففة عن الثقيلة ، فتدخل على الجملتين ، ففي الاسمية تعمل وتهمل ، وفي الفعلية يجب إهمالها . وحيث وجدت إن وبعدها لام مفتوحة ، فاحكم بأن أصلها التشديد .

                                                        وتكون زائدة ، كقوله : ما إن أتيت بشيء أنت تكرهه

                                                        وتكون بمعنى : قد ، قيل : ومنه : ( إن نفعت الذكرى ) [ الأعلى : 9 ] ، ( واتقوا الله إن كنتم مؤمنين ) [ المائدة : 57 ] ، ( لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين ) [ الفتح : 27 ] ، وقوله : أتغضب إن أذنا قتيبة حزتا

                                                        وغير ذلك مما الفعل فيه محقق ، أو كل ذلك مؤول .

                                                        أن المفتوحة تكون اسما وحرفا ، والاسم نوعان : ضمير متكلم في قول بعضهم : أن فعلت ، بسكون النون ، والأكثرون على فتحها وصلا ، والإتيان بالألف وقفا . وضمير مخاطب في قولك : أنت أنت أنتما أنتم أنتن . الجمهور أن الضمير هو أن ، والتاء حرف خطاب .

                                                        والحرف أربعة أنواع : يكون حرفا مصدريا ناصبا للمضارع ، ويقع في موضعين : في الابتداء ، فيكون في موضع رفع ، نحو : ( وأن تصوموا خير لكم ) [ البقرة : 184 ] ، ويقع بعد لفظ دال على معنى غير اليقين ، فيكون في موضع رفع : ( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم ) [ الحديد : 16 ] ، ونصب ( وما كان هذا القرآن أن يفترى ) [ يونس : 37 ] ، وخفض : ( من قبل أن يأتي أحدكم الموت ) [ المنافقون : 10 ] ، وقد يجزم بها كقوله : إذا ما غدونا قال ولدان أهلنا تعالوا إلى أن يأتنا الصيد نحطب

                                                        وقد يرفع الفعل بعدها ، كقراءة ابن محيصن : ( لمن أراد أن يتم الرضاعة ) [ البقرة : 233 ] ، وتكون مخففة من الثقيلة : ( علم أن سيكون ) [ المزمل : 20 ] ، ومفسرة بمنزلة أي : ( فأوحينا إليه أن اصنع الفلك ) [ المؤمنون : 27 ] ، وتكون زائدة للتوكيد ، وتكون شرطية كالمكسورة ، وتكون للنفي كالمكسورة ، وبمعنى إذ ، قيل : ومنه ( بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم ) [ ق : 2 ] ، وبمعنى لئلا ، قيل : ومنه : ( يبين الله لكم أن تضلوا ) [ النساء : 176 ] ، والصواب أنها هنا مصدرية ، والأصل كراهة أن تضلوا .

                                                        الأون : الدعة ، والسكينة ، والرفق ، والمشي الرويد ، [ ص: 1086 ] وقد أنت أون ، وأحد جانبي الخرج ، وع

                                                        التالي السابق


                                                        الخدمات العلمية