الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            مسألة : قال الشافعي رحمه الله تعالى : " ومن عمل في معدن في الأرض ملكها لغيره ، فما خرج منه فلمالكها وهو متعد بالعمل " .

                                                                                                                                            قال الماوردي : وهذا كما قال . إذا ملك رجل معدنا ظاهرا أو باطنا ، إما بإحيائه ، أو بمغنم حصل في سهمه ، أو بإقطاع ، وقيل : يجوز إقطاعه واستدامة ملكه ، فليس لغيره من الناس أن يشاركه فيه ، ولا أن يأخذ شيئا منه ، فإن فعل كان متعديا في حكم الغاصب يسترجع منه ما أخذه إن كان باقيا ، ويغرم إن كان تالفا بمثل ماله مثل وبقيمة ما ليس له مثل ، ولا أجرة له في عمله لتعديه به ، ومن تعدى في عمل له يستحق عليه عوضا ، وعليه غرم ما أفسد من المعدن بعمله ، وكان أبو القاسم الصيمري يرى أن لا تعزير عليه ، تعليلا بأن أصل المعدن قد كان مباحا فصارت شبهة ، والذي أرى أن يعزر وإن كان الأصل مباحا قبل الملك كما يقطع في سرقة الأموال المملوكة وإن كانت عن أصول مباحة .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية