الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            [ ص: 486 ] باب ما يكون إحياء

                                                                                                                                            مسألة : قال الشافعي - رحمه الله تعالى - : " ، والإحياء ما عرفه الناس إحياء لمثل المحيا إن كان مسكنا فبأن يبني بمثل ما يكون مثله بناء ، وإن كان للدواب فبأن يبني محظرة ، وأقل عمارة الزرع التي تملك بها الأرض أن يجمع ترابا يحيط بها تتبين به الأرض من غيرها ويجمع حرثها وزرعها ، وإن كان له عين ماء أو بئر حفرها ، أو ساقه من نهر إليها فقد أحياها " .

                                                                                                                                            قال الماوردي : وهذا صحيح وإنما أطلق رسول الله ذكر الإحياء ، ولم يقيده وإن كان مختلفا : لأن للناس فيه عرفا وكلهم إليه كما أطلق ذكر الحرز في قطع السارق ، والتفريط في البيع والقبض : لأن للناس فيه عرفا : لأن ما لم يتقدر في الشرع ولا في اللغة ، كان تقديره مأخوذا من العرف ، وإذا كان هكذا فعرف الناس في الإحياء يختلف بحسب اختلاف المحيا ، فيقال للمحيي : لماذا تريد إحياءه ؟ فإن قال : أريد إحياءه للسكنى ، قيل : فأقل الإحياء الذي تصير به مالكا أن تبني حيطانا تحظر ، وسقفا يوري ، فإذا بنيت الحيطان والسقف فقد أحييته وملكته ، ولو بنيت ولم تسقف لم يكمل الإحياء ، ولم يستقر الملك : لأن سكنى ما لم يسقف غير معهود في العرف .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية