الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( غلا ) ( س ) فيه " إياكم والغلو في الدين " أي التشدد فيه ومجاوزة الحد ، كحديثه الآخر " إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق " .

                                                          وقيل : معناه البحث عن بواطن الأشياء والكشف عن عللها وغوامض متعبداتها .

                                                          * ومنه الحديث " وحامل القرآن غير الغالي فيه ولا الجافي عنه " إنما قال ذلك لأن من أخلاقه وآدابه التي أمر بها القصد في الأمور ، وخير الأمور أوساطها ، و : *

                                                          كلا طرفي قصد الأمور ذميم



                                                          * ( س ) ومنه حديث عمر " لا تغالوا صدق النساء " وفي رواية " لا تغلوا في صدقات النساء " أي لا تبالغوا في كثرة الصداق . وأصل الغلاء : الارتفاع ومجاوزة القدر في كل شيء . يقال : غاليت الشيء وبالشيء ، وغلوت فيه أغلو إذا جاوزت فيه الحد .

                                                          ( س ) وفي حديث عائشة " كنت أغلف لحية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالغالية " [ ص: 383 ] الغالية : نوع من الطيب مركب من مسك وعنبر وعود ودهن ، وهي معروفة . والتغلف بها : التلطخ .

                                                          ( س ) وفيه " أنه أهدى له يكسوم سلاحا وفيه سهم فسماه قتر الغلاء " الغلاء بالكسر والمد : من غاليته أغاليه مغالاة وغلاء . إذا راميته بالسهام . والقتر : سهم الهدف ، وهي أيضا أمد جري الفرس وشوطه . والأصل الأول .

                                                          * ومنه حديث ابن عمر " بينه وبين الطريق غلوة " الغلوة : قدر رمية بسهم .

                                                          * وفي حديث علي " شموخ أنفه وسمو غلوائه " غلواء الشباب : أوله وشرته .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية