الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( صرف ) ( هـ ) فيه : لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا . قد تكررت هاتان اللفظتان في الحديث ، فالصرف : التوبة . وقيل : النافلة . والعدل : الفدية . وقيل : الفريضة .

                                                          ( س ) وفي حديث الشفعة : " إذا صرفت الطرق فلا شفعة " . أي : بينت مصارفها وشوارعها . كأنه من التصرف والتصريف .

                                                          ( هـ ) وفي حديث أبي إدريس الخولاني : " من طلب صرف الحديث يبتغي به إقبال وجوه الناس إليه " . أراد بصرف الحديث ما يتكلفه الإنسان من الزيادة فيه على قدر الحاجة . وإنما كره ذلك لما يدخله من الرياء والتصنع ، ولما يخالطه من الكذب والتزيد . يقال : فلان لا يحسن صرف الكلام . أي : فضل بعضه على بعض . وهو من صرف الدراهم وتفاضلها . هكذا جاء في كتاب : " الغريب " عن أبي إدريس . والحديث مرفوع من رواية أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في سنن أبي داود .

                                                          * وفي حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - : " أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو نائم في ظل الكعبة ، فاستيقظ محمارا وجهه كأنه الصرف " . هو - بالكسر - شجر أحمر يدبغ به الأديم . ويسمى الدم والشراب إذا لم يمزجا صرفا . والصرف : الخالص من كل شيء .

                                                          [ ص: 25 ] ( س ) ومنه حديث جابر - رضي الله عنه - : " تغير وجهه حتى صار كالصرف " .

                                                          ( س ) ومنه حديث علي - رضي الله عنه - : " لتعركنكم عرك الأديم الصرف " . أي : الأحمر .

                                                          ( هـ ) وفيه : " أنه دخل حائطا من حوائط المدينة ، فإذا فيه جملان يصرفان ويوعدان ، فدنا منهما فوضعا جرنهما " . الصريف : صوت ناب البعير . قال الأصمعي : إذا كان الصريف من الفحولة فهو من النشاط ، وإذا كان من الإناث فهو من الإعياء .

                                                          ( س ) ومنه حديث علي - رضي الله عنه - : " لا يروعه منها إلا صريف أنياب الحدثان " .

                                                          ( س ) ومنه الحديث : أسمع صريف الأقلام . أي : صوت جريانها بما تكتبه من أقضية الله تعالى ووحيه ، وما ينتسخونه من اللوح المحفوظ .

                                                          ( س ) ومنه حديث موسى - عليه السلام - : " أنه كان يسمع صريف القلم حين كتب الله تعالى له التوراة " .

                                                          ( هـ ) وفي حديث الغار : " ويبيتان في رسلها وصريفها " . الصريف : اللبن ساعة يصرف عن الضرع .

                                                          ومنه حديث ابن الأكوع .


                                                          لكن غذاها اللبن الخريف المخض والقارص والصريف

                                                          وحديث عمرو بن معد يكرب : " أشرب التبن من اللبن رثيئة أو صريفا " .

                                                          ( س هـ ) وفي حديث وفد عبد القيس : " أتسمون هذا الصرفان " . هو ضرب من أجود التمر وأوزنه .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية