الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( عسر ) * في حديث عثمان : " أنه جهز جيش العسرة " . هو جيش غزوة تبوك ، سمي بها لأنه ندب الناس إلى الغزو في شدة القيظ ، وكان وقت إيناع الثمرة وطيب الظلال ، فعسر ذلك عليهم وشق . والعسر : ضد اليسر ، وهو الضيق والشدة والصعوبة .

                                                          * ومنه حديث عمر : " أنه كتب إلى أبي عبيدة وهو محصور : مهما تنزل بامرئ شديدة يجعل الله بعدها فرجا ; فإنه لن يغلب عسر يسرين " .

                                                          * ومنه حديث ابن مسعود : " أنه لما قرأ : فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا قال : لن يغلب عسر يسرين " . قال الخطابي . قيل : معناه أن العسر بين يسرين إما فرج عاجل في الدنيا ، وإما ثواب آجل في الآخرة .

                                                          وقيل : أراد أن العسر الثاني هو الأول لأنه ذكره معرفا باللام ، وذكر اليسرين نكرتين ، فكانا اثنين ، تقول : كسبت درهما ثم أنفقت الدرهم ، فالثاني هو الأول المكتسب . [ ص: 236 ] وفي حديث عمر : " يعتسر الوالد من مال ولده " . أي : يأخذه منه وهو كاره ، من الاعتسار : وهو الافتراس والقهر . ويروى بالصاد .

                                                          ( هـ ) وفي حديث رافع بن سالم : " إنا لنرتمي في الجبانة وفينا قوم عسران ينزعون نزعا شديدا " . العسران : جمع الأعسر ، وهو الذي يعمل بيده اليسرى ، كأسود وسودان . يقال : ليس شيء أشد رميا من الأعسر .

                                                          ( س ) ومنه حديث الزهري : " أنه كان يدعم على عسرائه " . العسراء : تأنيث الأعسر . أي : اليد العسراء . ويحتمل أنه كان أعسر .

                                                          ( س ) وفيه ذكر : " العسير " وهو بفتح العين وكسر السين بئر بالمدينة كانت لأبي أمية المخزومي ، سماها النبي - صلى الله عليه وسلم - بيسيرة .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية