الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ ص: 310 ] ( عنق ) ( هـ ) فيه المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة أي أكثر أعمالا . يقال : لفلان عنق من الخير : أي قطعة .

                                                          وقيل : أراد طول الأعناق أي الرقاب ; لأن الناس يومئذ في الكرب ، وهم في الروح متطلعون لأن يؤذن لهم في دخول الجنة .

                                                          وقيل : أراد أنهم يكونون يومئذ رؤساء سادة ، والعرب تصف السادة بطول الأعناق .

                                                          وروي أطول إعناقا بكسر الهمزة : أي أكثر إسراعا وأعجل إلى الجنة . يقال : أعنق يعنق إعناقا فهو معنق ، والاسم : العنق بالتحريك .

                                                          ( هـ ) ومنه الحديث لا يزال المؤمن معنقا صالحا ما لم يصب دما حراما أي مسرعا في طاعته منبسطا في عمله . وقيل : أراد يوم القيامة .

                                                          * ومنه الحديث أنه كان يسير العنق ، فإذا وجد فجوة نص .

                                                          ( س [ هـ ] ) ومنه الحديث أنه بعث سرية ، فبعثوا حرام بن ملحان بكتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى بني سليم فانتحى له عامر بن الطفيل فقتله ، فلما بلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - قتله قال : أعنق ليموت أي إن المنية أسرعت به وساقته إلى مصرعه واللام لام العاقبة ، مثلها في قوله تعالى : ليكون لهم عدوا وحزنا .

                                                          [ هـ ] ومنه حديث أبي موسى " فانطلقنا إلى الناس معانيق " أي مسرعين ، جمع معناق .

                                                          ومنه حديث أصحاب الغار فانفرجت الصخرة فانطلقوا معانقين أي مسرعين ، من عانق مثل أعنق إذا سارع ، ويروى فانطلقوا معانيق .

                                                          ( هـ ) وفيه يخرج عنق من النار أي طائفة منها .

                                                          ومنه حديث الحديبية وإن نجوا تكن عنق قطعها الله أي جماعة من الناس .

                                                          * ومنه حديث فزارة " فانظروا إلى عنق من الناس " .

                                                          [ ص: 311 ] * ومنه الحديث لا يزال الناس مختلفة أعناقهم في طلب الدنيا أي جماعات منهم . وقيل : أراد بالأعناق الرؤساء والكبراء ، كما تقدم .

                                                          ( هـ ) وفي حديث أم سلمة قالت : دخلت شاة فأخذت قرصا تحت دن لنا ، فقمت فأخذته من بين لحييها ، فقال - صلى الله عليه وسلم - : ما كان ينبغي لك أن تعنقيها أي تأخذي بعنقها وتعصريها . وقيل : التعنيق : التخييب ، من العناق ، وهي الخيبة .

                                                          * ومنه الحديث أنه قال لنساء عثمان بن مظعون لما مات : ابكين ، وإياكن وتعنق الشيطان هكذا جاء في مسند أحمد . وجاء في غيره ونعيق الشيطان فإن صحت الأولى فيكون من عنقه إذا أخذ بعنقه وعصر في حلقه ليصيح ، فجعل صياح النساء عند المصيبة مسببا عن الشيطان ، لأنه الحامل لهن عليه .

                                                          ( س ) وفي حديث الضحية عندي عناق جذعة هي الأنثى من أولاد المعز ما لم يتم له سنة .

                                                          ( س ) وفي حديث أبي بكر لو منعوني عناقا مما كانوا يؤدونه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لقاتلتهم عليه فيه دليل على وجوب الصدقة في السخال ، وأن واحدة منها تجزئ عن الواجب في الأربعين منها إذا كانت كلها سخالا ، ولا يكلف صاحبها مسنة ، وهو مذهب الشافعي .

                                                          وقال أبو حنيفة : لا شيء في السخال .

                                                          وفيه دليل على أن حول النتاج حول الأمهات ، ولو كان يستأنف لها الحول لم يوجد السبيل إلى أخذ العناق .

                                                          ( س ) وفي حديث قتادة " عناق الأرض من الجوارح " هي دابة وحشية أكبر من السنور وأصغر من الكلب . والجمع : عنوق . يقال في المثل : لقي عناق الأرض ، وأذنى عناق : أي داهية . يريد أنها من الحيوان الذي يصطاد به إذا علم .

                                                          [ ص: 312 ] ( س ) وفي حديث الشعبي " نحن في العنوق ، ولم نبلغ النوق " . وفي المثل : العنوق بعد النوق : أي القليل بعد الكثير ، والذل بعد العز . والعنوق : جمع عناق .

                                                          وفي حديث الزبرقان " والأسود الأعنق ، الذي إذا بدا يحمق " الأعنق : الطويل العنق ، رجل أعنق وامرأة عنقاء .

                                                          ( س ) ومنه حديث ابن تدرس " كانت أم جميل - يعني امرأة أبي لهب - عوراء عنقاء " .

                                                          ومنه حديث عكرمة في تفسير قوله تعالى : طيرا أبابيل قال : العنقاء المغرب " يقال : طارت به عنقاء مغرب ، والعنقاء المغرب . وهو طائر عظيم معروف الاسم مجهول الجسم لم يره أحد . والعنقاء : الداهية .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية