الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( غور ) * فيه " أنه أقطع بلال بن الحارث معادن القبلية ; جلسيها وغوريها " الغور : ما انخفض من الأرض ، والجلس : ما ارتفع منها . تقول : غار إذا أتى الغور ، وأغار أيضا ، وهي لغة قليلة .

                                                          [ هـ ] وفيه " أنه سمع ناسا يذكرون القدر فقال : إنكم قد أخذتم في شعبين بعيدي الغور " غور كل شيء : عمقه وبعده : أي يبعد أن تدركوا حقيقة علمه ، كالماء الغائر الذي لا يقدر عليه .

                                                          * ومنه حديث الدعاء " ومن أبعد غورا في الباطل مني ؟ " .

                                                          ( هـ ) وفي حديث السائب " لما ورد على عمر بفتح نهاوند قال : ويحك ما وراءك ؟ فوالله ما بت هذه الليلة إلا تغويرا " يريد بقدر النومة القليلة التي تكون عند القائلة . يقال : غور القوم إذا قالوا .

                                                          ومن رواه " تغريرا " جعله من الغرار ، وهو النوم القليل .

                                                          * ومنه حديث الإفك " فأتينا الجيش مغورين " هكذا جاء في رواية ، أي وقد نزلوا للقائلة .

                                                          ( س ) وفي حديث عمر " أهاهنا غرت ؟ " أي إلى هذا ذهبت ؟ [ ص: 394 ] وفي حديث الحج " أشرق ثبير كيما نغير " أي نذهب سريعا . يقال : أغار يغير إذا أسرع في العدو .

                                                          وقيل : أراد نغير على لحوم الأضاحي ، من الإغارة والنهب .

                                                          وقيل : ندخل في الغور ، وهو المنخفض من الأرض ، على لغة من قال : أغار إذا أتى الغور .

                                                          * وفيه " من دخل إلى طعام لم يدع إليه دخل سارقا وخرج مغيرا " المغير : اسم فاعل من أغار يغير إذا نهب ، شبه دخوله عليهم بدخول السارق ، وخروجه بمن أغار على قوم ونهبهم .

                                                          * ومنه حديث قيس بن عاصم " كنت أغاورهم في الجاهلية " أي أغير عليهم ويغيرون علي . والغارة : الاسم من الإغارة . والمغاورة : مفاعلة منه .

                                                          * ومنه حديث عمرو بن مرة .

                                                          *

                                                          وبيض تلألأ في أكف المغاور

                                                          * المغاور بفتح الميم : جمع مغاور بالضم ، أو جمع مغوار بحذف الألف ، أو حذف الياء من المغاوير . والمغوار : المبالغ في الغارة .

                                                          * ومنه حديث سهل " بعثنا رسول الله في غزاة ، فلما بلغنا المغار استحثنت فرسي " المغار بالضم : موضع الغارة ، كالمقام موضع الإقامة ، وهي الإغارة نفسها أيضا .

                                                          ( هـ س ) وفي حديث علي " قال يوم الجمل : ما ظنك بامرئ جمع بين هذين الغارين ؟ " أي الجيشين . والغار : الجماعة ، هكذا أخرجه أبو موسى في الغين والواو . وذكره الهروي في الغين والياء . قال : ( هـ ) ومنه حديث الأحنف " قال في الزبير منصرفه من الجمل : ما أصنع به أن كان جمع بين غارين ثم تركهم ؟ " .

                                                          والجوهري ذكره في الواو ، والواو والياء متقاربان في الانقلاب .

                                                          * ومنه حديث فتنة الأزد " ليجمعا بين هذين الغارين " .

                                                          ( هـ س ) وفي حديث عمر " قال لصاحب اللقيط : عسى الغوير أبؤسا " هذا مثل قديم يقال عند التهمة . والغوير : تصغير غار . وقيل : هو موضع . وقيل : ماء لكلب .

                                                          [ ص: 395 ] ومعنى المثل : ربما جاء الشر من معدن الخير .

                                                          وأصل هذا المثل أنه كان غار فيه ناس فانهار عليهم وأتاهم فيه عدو فقتلهم ، فصار مثلا لكل شيء يخاف أن يأتي منه شر .

                                                          وقيل : أول من تكلمت به الزباء لما عدل قصير بالأحمال عن الطريق المألوفة وأخذ على الغوير ، فلما رأته وقد تنكب الطريق قالت : عسى الغوير أبؤسا أي عساه أن يأتي بالبأس والشر .

                                                          وأراد عمر بالمثل : لعلك زنيت بأمه وادعيته لقيطا ، فشهد له جماعة بالستر ، فتركه .

                                                          * ومنه حديث يحيى بن زكريا عليهما السلام " فساح ولزم أطراف الأرض وغيران الشعاب " الغيران : جمع غار وهو الكهف ، وانقلبت الواو ياء لكسرة الغين .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية