الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( صرع ) ( هـ ) فيه : ما تعدون الصرعة فيكم ؟ قالوا : الذي لا يصرعه الرجال . قال : هو الذي يملك نفسه عند الغضب . الصرعة - بضم الصاد وفتح الراء - : المبالغ في الصراع الذي [ ص: 24 ] لا يغلب ، فنقله إلى الذي يغلب نفسه عند الغضب ويقهرها ، فإنه إذا ملكها كان قد قهر أقوى أعدائه وشر خصومه ، ولذلك قال : أعدى عدو لك نفسك التي بين جنبيك .

                                                          وهذا من الألفاظ التي نقلها عن وضعها اللغوي لضرب من التوسع والمجاز ، وهو من فصيح الكلام ; لأنه لما كان الغضبان بحالة شديدة من الغيظ ، وقد ثارت عليه شهوة الغضب ، فقهرها بحلمه ، وصرعها بثباته ، كان كالصرعة الذي يصرع الرجال ولا يصرعونه .

                                                          وفيه : " مثل المؤمن كالخامة من الزرع تصرعها الريح مرة وتعدلها أخرى " . أي : تميلها وترميها من جانب إلى جانب .

                                                          ومنه الحديث : " أنه صرع عن دابة فجحش شقه " . أي : سقط عن ظهرها .

                                                          والحديث الآخر : " أنه أردف صفية فعثرت ناقته فصرعا جميعا " .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية