الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( عتق ) ( هـ ) فيه : " خرجت أم كلثوم بنت عقبة وهي عاتق فقبل هجرتها " . العاتق : [ ص: 179 ] الشابة أول ما تدرك . وقيل : هي التي لم تبن من والديها ولم تزوج ، وقد أدركت وشبت ، وتجمع على العتق والعواتق .

                                                          ( س ) ومنه حديث أم عطية : " أمرنا أن نخرج في العيدين الحيض والعتق " . وفي رواية : " العواتق " . يقال : عتقت الجارية فهي عاتق ، مثل حاضت فهي حائض . وكل شيء بلغ إناه فقد عتق : والعتيق : القديم .

                                                          ( س ) ومنه الحديث : " عليكم بالأمر العتيق " . أي : القديم الأول . ويجمع على عتاق ، كشريف وشراف .

                                                          ( س ) ومنه حديث ابن مسعود : " إنهن من العتاق الأول ، وهن من تلادي " . أراد بالعتاق الأول السور التي أنزلت أولا بمكة ، وأنها من أول ما تعلمه من القرآن .

                                                          * وفيه : لن يجزي ولد والده إلا أن يجده مملوكا فيشتريه فيعتقه . يقال : أعتقت العبد أعتقه عتقا وعتاقة ، فهو معتق وأنا معتق . وعتق هو فهو عتيق . أي : حررته فصار حرا . وقد تكرر ذكره في الحديث .

                                                          وقوله : " فيعتقه " . ليس معناه استئناف العتق فيه بعد الشراء ; لأن الإجماع منعقد على أن الأب يعتق على الابن إذا ملكه في الحال ، وإنما معناه أنه إذا اشتراه فدخل في ملكه عتق عليه ، فلما كان الشراء سببا لعتقه أضيف العتق إليه . وإنما كان هذا جزاء له ؛ لأن العتق أفضل ما ينعم به أحد على أحد إذ خلصه بذلك من الرق ، وجبر به النقص الذي فيه ، وتكمل له أحكام الأحرار في جميع التصرفات .

                                                          * وفي حديث أبي بكر : " أنه سمي عتيقا لأنه أعتق من النار " . سماه به النبي - صلى الله عليه وسلم - لما أسلم . وقيل : كان اسمه عتيقا ، والعتيق : الكريم الرائع من كل شيء .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية