الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( غلق ) ( هـ ) فيه " لا يغلق الرهن بما فيه " يقال : غلق الرهن يغلق غلوقا . إذا بقي في يد المرتهن لا يقدر راهنه على تخليصه . والمعنى أنه لا يستحقه المرتهن إذا لم يستفكه صاحبه . وكان هذا من فعل الجاهلية ، أن الراهن إذا لم يؤد ما عليه في الوقت المعين ملك المرتهن الرهن ، فأبطله الإسلام .

                                                          قال الأزهري : يقال غلق الباب ، وانغلق واستغلق ، إذا عسر فتحه . والغلق في الرهن : ضد الفك ، فإذا فك الراهن الرهن فقد أطلقه من وثاقه عند مرتهنه . وقد أغلقت الرهن فغلق : أي أوجبته فوجب للمرتهن .

                                                          [ هـ ] ومنه قول حذيفة بن بدر لقيس بن زهير " حين جاءه فقال : ما غدا بك ؟ قال : جئت لأواضعك الرهان ، قال : بل غدوت لتغلقه " أي جئت لتضع الرهن وتبطله . فقال : بل جئت لتوجبه وتؤكده .

                                                          [ هـ ] ومنه الحديث " ورجل ارتبط فرسا ليغالق عليها " أي ليراهن . والمغالق : سهام الميسر ، واحدها : مغلق بالكسر ، كأنه كره الرهان في الخيل إذا كان على رسم الجاهلية .

                                                          ( هـ ) ومنه الحديث " لا طلاق ولا عتاق في إغلاق " أي في إكراه ، لأن المكره مغلق [ ص: 380 ] عليه في أمره ومضيق عليه في تصرفه ، كما يغلق الباب على الإنسان .

                                                          * وفي حديث قتل أبي رافع " ثم علق الأغاليق على ود " هي المفاتيح ، واحدها : إغليق .

                                                          ( هـ ) وفي حديث جابر " شفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - لمن أوثق نفسه ، وأغلق ظهره " غلق ظهر البعير إذا دبر ، وأغلقه صاحبه إذا أثقل حمله حتى يدبر ، شبه الذنوب التي أثقلت ظهر الإنسان بذلك .

                                                          [ هـ ] وفي كتاب عمر إلى أبي موسى " إياك والغلق والضجر " الغلق بالتحريك : ضيق الصدر وقلة الصبر . ورجل غلق : سيئ الخلق .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية