الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ ص: 113 ] ( طبق ) ( هـ ) في حديث الاستسقاء : اللهم اسقنا غيثا طبقا . أي : مالئا للأرض مغطيا لها . يقال غيث طبق . أي : عام واسع .

                                                          ( هـ ) ومنه الحديث : " لله مائة رحمة منها كطباق الأرض " . أي : كغشائها .

                                                          ( هـ ) ومنه حديث عمر : " لو أن لي طباق الأرض ذهبا " . أي : ذهبا يعم الأرض فيكون طبقا لها .

                                                          ( هـ ) وفي شعر العباس :

                                                          إذا مضى عالم بدا طبق

                                                          يقول : إذا مضى قرن بدا قرن . وقيل : للقرن طبق ; لأنهم طبق للأرض ثم ينقرضون ويأتي طبق آخر .

                                                          ( هـ ) * ومنه الحديث : " قريش الكتبة الحسبة ملح هذه الأمة ، علم عالمهم طباق الأرض " .

                                                          ( هـ ) وفي رواية : " علم عالم قريش طبق الأرض " .

                                                          ( س ) وفيه : " حجابه النور لو كشف طبقه لأحرق سبحات وجهه كل شيء أدركه بصره " . الطبق : كل غطاء لازم على الشيء .

                                                          وفي حديث ابن مسعود في أشراط الساعة : " توصل الأطباق وتقطع الأرحام " . يعني : بالأطباق البعداء والأجانب ; لأن طبقات الناس أصناف مختلفة .

                                                          ( س ) وفي حديث أبي عمرو النخعي : " يشتجرون اشتجار أطباق الرأس " . أي : عظامه فإنها متطابقة مشتبكة كما تشتبك الأصابع . أراد التحام الحرب والاختلاط في الفتنة .

                                                          ( هـ ) وفي حديث الحسن : " أنه أخبر بأمر فقال : إحدى المطبقات " . يريد إحدى الدواهي والشدائد التي تطبق عليهم . ويقال للدواهي بنات طبق .

                                                          [ ص: 114 ] ( هـ ) وفي حديث عمران بن حصين - رضي الله عنه - : " أن غلاما أبق له فقال : لأقطعن منه طابقا إن قدرت عليه " . أي : عضوا ، وجمعه طوابق . قال ثعلب : الطابق والطابق : العضو من أعضاء الإنسان كاليد والرجل ونحوهما .

                                                          * ومنه حديث علي - رضي الله عنه - : " إنما أمرنا في السارق بقطع طابقه " . أي : يده .

                                                          * وحديثه الآخر : " فخبزت خبزا وشويت طابقا من شاة " . أي : مقدار ما يأكل منه اثنان أو ثلاثة .

                                                          ( هـ ) وفي حديث ابن مسعود : " أنه كان يطبق في صلاته " . هو أن يجمع بين أصابع يديه ويجعلهما بين ركبتيه في الركوع والتشهد .

                                                          ( هـ ) وفي حديثه أيضا : وتبقى أصلاب المنافقين طبقا واحدا . الطبق : فقار الظهر ، واحدتها طبقة ، يريد أنه صار فقارهم كله كالفقارة الواحدة ، فلا يقدرون على السجود .

                                                          ( هـ س ) ومنه حديث ابن الزبير : " قال لمعاوية : وايم الله لئن ملك مروان عنان خيل تنقاد له ( في عثمان ) ليركبن منك طبقا تخافه " . يريد فقار الظهر . أي : ليركبن منك مركبا صعبا وحالا لا يمكنك تلافيها . وقيل : أراد بالطبق المنازل والمراتب . أي : ليركبن منك منزلة فوق منزلة في العداوة .

                                                          ( هـ ) وفي حديث ابن عباس : " سأل أبا هريرة مسألة فأفتاه ، فقال : طبقت " . أي : أصبت وجه الفتيا . وأصل التطبيق إصابة المفصل ، وهو طبق العظمين . أي : ملتقاهما فيفصل بينهما .

                                                          ( هـ ) وفي حديث أم زرع : زوجي عياياء طباقاء . هو المطبق عليه حمقا . وقيل : هو الذي أموره مطبقة عليه . أي : مغشاة . وقيل : هو الذي يعجز عن الكلام فتنطبق شفتاه .

                                                          ( هـ ) وفيه : " إن مريم - عليها السلام - جاعت فجاء طبق من جراد فصادت منه " . أي : قطيع من الجراد .

                                                          وفي حديث عمرو بن العاص : " إني كنت على أطباق ثلاث " . أي : أحوال ، واحدها طبق .

                                                          [ ص: 115 ] ( س ) وفي كتاب علي - رضي الله عنه - إلى عمرو بن العاص : " كما وافق شن طبقه " . هذا مثل للعرب يضرب لكل اثنين أو أمرين جمعتهما حالة واحدة اتصف بها كل منهما . وأصله فيما قيل : إن شنا قبيلة من عبد القيس ، وطبقا حي من إياد ، اتفقوا على أمر فقيل لهما ذلك ; لأن كل واحد منهما وافق شكله ونظيره .

                                                          وقيل : شن : رجل من دهاة العرب ، وطبقة : امرأة من جنسه زوجت منه ، ولهما قصة .

                                                          وقيل : الشن : وعاء من أدم تشين . أي : أخلق فجعلوا له طبقا من فوقه فوافقه ، فتكون الهاء في الأول للتأنيث ، وفي الثاني ضمير الشن .

                                                          ( هـ ) وفي حديث ابن الحنفية - رضي الله عنه - : " أنه وصف من يلي الأمر بعد السفياني فقال : يكون بين شث وطباق " . هما شجرتان تكونان بالحجاز . وقد تقدم في حرف الشين .

                                                          وفي حديث الحجاج : " فقال لرجل : قم فاضرب عنق هذا الأسير ، فقال : إن يدي طبقة " . هي التي لصق عضدها بجنب صاحبه فلا يستطيع أن يحركها .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية