الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( فأل ) ( هـ ) فيه " أنه كان يتفاءل ولا يتطير " الفأل مهموز فيما يسر ويسوء ، والطيرة لا تكون إلا فيما يسوء ، وربما استعملت فيما يسر . يقال : تفاءلت بكذا وتفألت على التخفيف والقلب . وقد أولع الناس بترك همزه تخفيفا .

                                                          وإنما أحب الفأل ; لأن الناس إذا أملوا فائدة الله تعالى ، ورجوا عائدته عند كل سبب ضعيف [ ص: 406 ] أو قوي فهم على خير ، ولو غلطوا في جهة الرجاء فإن الرجاء لهم خير . وإذا قطعوا أملهم ورجاءهم من الله كان ذلك من الشر .

                                                          وأما الطيرة فإن فيها سوء الظن بالله وتوقع البلاء .

                                                          ومعنى التفاؤل مثل أن يكون رجل مريض فيتفاءل بما يسمع من كلام ، فيسمع آخر يقول : يا سالم ، أو يكون طالب ضالة فيسمع آخر يقول : يا واجد ، فيقع في ظنه أنه يبرأ من مرضه ويجد ضالته .

                                                          * ومنه الحديث " قيل : يا رسول الله : ما الفأل ؟ فقال : الكلمة الصالحة " .

                                                          وقد جاءت الطيرة بمعنى الجنس ، والفأل بمعنى النوع .

                                                          * ومنه الحديث " أصدق الطيرة الفأل " وقد تكرر ذكره في الحديث .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية