الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( صيد ) قد تكرر ذكر : " الصيد " في الحديث اسما وفعلا ومصدرا . يقال : صاد يصيد صيدا ، فهو صائد ، ومصيد . وقد يقع الصيد على المصيد نفسه ، تسمية بالمصدر . كقوله تعالى : لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم . قيل : لا يقال للشيء صيد حتى يكون ممتنعا حلالا لا مالك له .

                                                          * وفي حديث أبي قتادة : " قال له : أشرتم أو أصدتم " . يقال : أصدت غيري إذا حملته على الصيد وأغريته به .

                                                          * وفيه : " إنا اصدنا حمار وحش " . هكذا روي بصاد مشددة . وأصله اصطدنا ، فقلبت الطاء صادا وأدغمت ، مثل اصبر ، في اصطبر . وأصل الطاء مبدلة من تاء افتعل .

                                                          وفي حديث الحجاج : " قال لامرأة : إنك كتون لفوت لقوف صيود " . أراد أنها تصيد شيئا من زوجها . وفعول من أبنية المبالغة .

                                                          ( هـ ) وفيه أنه قال لعلي - رضي الله عنه - : أنت الذائد عن حوضي يوم القيامة ، تذود عنه الرجال كما يذاد البعير الصاد . يعني : الذي به الصيد ، وهو داء يصيب الإبل في رءوسها فتسيل أنوفها وترفع رءوسها ، وتقدر أن تلوي معه أعناقها . يقال بعير صاد . أي : ذو صاد ، كما يقال رجل مال ، ويوم راح . أي : ذو مال وريح . وقيل : أصل صاد : صيد بالكسر ، ويجوز أن يروى صاد ( بالكسر ) ، على أنه اسم فاعل من الصدى : العطش .

                                                          * ومنه حديث ابن الأكوع : " قلت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إني رجل أصيد أفأصلي في القميص الواحد ؟ قال : نعم ، وازرره عليك ولو بشوكة " . هكذا جاء في رواية ، وهو الذي في رقبته علة لا يمكنه الالتفات معها . والمشهور : " إني رجل أصيد " . من الاصطياد .

                                                          [ ص: 66 ] * وفي حديث جابر - رضي الله عنه - : " كان يحلف أن ابن صياد الدجال " . قد اختلف الناس فيه كثيرا ، وهو رجل من اليهود أو دخيل فيهم ، واسمه صاف ، فيما قيل ، وكان عنده شيء من الكهانة والسحر . وجملة أمره أنه كان فتنة امتحن الله به عباده المؤمنين ، ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة ثم إنه مات بالمدينة في الأكثر . وقيل : إنه فقد يوم الحرة فلم يجدوه . والله أعلم .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية