الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( فتن ) ( هـ ) في حديث قيلة " المسلم أخو المسلم يتعاونان على الفتان " يروى بضم الفاء وفتحها ، فالضم جمع فاتن : أي يعاون أحدهما الآخر على الذين يضلون الناس عن الحق ويفتنونهم ، وبالفتح هو الشيطان ; لأنه يفتن الناس عن الدين . وفتان : من أبنية المبالغة في الفتنة .

                                                          * ومنه الحديث " أفتان أنت يا معاذ ! " .

                                                          * وفي حديث الكسوف " وإنكم تفتنون في القبور " يريد مسألة منكر ونكير ، من الفتنة : الامتحان والاختبار .

                                                          وقد كثرت استعاذته من فتنة القبر ، وفتنة الدجال ، وفتنة المحيا والممات ، وغير ذلك .

                                                          * ومنه الحديث " فبي تفتنون ، وعني تسألون " أي تمتحنون بي في قبوركم ويتعرف إيمانكم بنبوتي .

                                                          * ومنه حديث الحسن إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات قال : " فتنوهم بالنار " : أي امتحنوهم وعذبوهم .

                                                          * ومنه الحديث " المؤمن خلق مفتنا " أي ممتحنا ، يمتحنه الله بالذنب ثم يتوب ، ثم يعود ثم يتوب . يقال : فتنته أفتنه فتنا وفتونا إذا امتحنته . ويقال فيها : أفتنته أيضا . وهو قليل .

                                                          [ ص: 411 ] وقد كثر استعمالها فيما أخرجه الاختبار للمكروه ، ثم كثر حتى استعمل بمعنى الإثم والكفر والقتال والإحراق والإزالة والصرف عن الشيء .

                                                          * وفي حديث عمر " أنه سمع رجلا يتعوذ من الفتن ، فقال : أتسأل ربك أن لا يرزقك أهلا ولا مالا ؟ " تأول قول الله تعالى : إنما أموالكم وأولادكم فتنة ولم يرد فتن القتال والاختلاف .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية