الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( فجر ) ( هـ ) في حديث أبي بكر - رضي الله عنه - " لأن يقدم أحدكم فتضرب عنقه خير له من أن يخوض غمرات الدنيا ، يا هادي الطريق جرت ، إنما هو الفجر أو البحر " يقول : إن انتظرت حتى يضيء لك الفجر أبصرت قصدك ، وإن خبطت الظلماء وركبت العشواء هجما بك على المكروه ، فضرب الفجر والبحر مثلا لغمرات الدنيا .

                                                          وروي " البجر " بالجيم . وقد تقدم في حرف الباء .

                                                          * ومنه الحديث " أعرس إذا أفجرت ، وأرتحل إذا أسفرت " أي أنزل للنوم والتعريس إذا قربت من الفجر ، وأرتحل إذا أضاء .

                                                          * وفيه " إن التجار يبعثون يوم القيامة فجارا إلا من اتقى الله " الفجار : جمع فاجر ، وهو المنبعث في المعاصي والمحارم . وقد فجر يفجر فجورا . وقد تقدم في حرف التاء معنى تسميتهم فجارا .

                                                          * ومنه حديث ابن عباس " كانوا يرون العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور " أي من أعظم الذنوب .

                                                          * ومنه الحديث " أن أمة لآل رسول الله فجرت " أي زنت .

                                                          * ومنه حديث أبي بكر " إياكم والكذب فإنه مع الفجور ، وهما في النار " يريد الميل عن الصدق وأعمال الخير .

                                                          * وحديث عمر " استحمله أعرابي وقال : إن ناقتي قد نقبت ، فقال له : كذبت ولم يحمله ، فقال :

                                                          أقسم بالله أبو حفص عمر ما مسها من نقب ولا دبر     فاغفر له اللهم إن كان فجر

                                                          [ ص: 414 ] أي : كذب ومال عن الصدق .

                                                          [ هـ ] ومنه حديثه الآخر " أن رجلا استأذنه في الجهاد فمنعه لضعف بدنه ، فقال له : إن أطلقتني وإلا فجرتك " أي عصيتك وخالفتك ومضيت إلى الغزو .

                                                          ( هـ ) ومنه ما جاء في دعاء الوتر " ونخلع ونترك من يفجرك " أي يعصيك ويخالفك .

                                                          * ومنه حديث عاتكة " يا لفجر " هو معدول عن فاجر للمبالغة ولا يستعمل إلا في النداء غالبا .

                                                          ( س ) وفي حديث ابن الزبير " فجرت بنفسك " أي نسبتها إلى الفجور ، كما يقال : فسقته وكفرته .

                                                          ( هـ ) وفيه " كنت يوم الفجار أنبل على عمومتي " هو يوم حرب كانت بين قريش ومن معها من كنانة ، وبين قيس عيلان في الجاهلية . سميت فجارا لأنها كانت في الأشهر الحرم .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية