الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( عور ) * في حديث الزكاة لا يؤخذ في الصدقة هرمة ولا ذات عوار العوار بالفتح : العيب ، وقد يضم .

                                                          ( هـ ) وفيه يا رسول الله ، عوراتنا ما نأتي منها وما نذر ؟ العورات : جمع عورة ، وهي [ ص: 319 ] كل ما يستحيا منه إذا ظهر ، وهي من الرجل ما بين السرة والركبة ، ومن المرأة الحرة جميع جسدها إلا الوجه واليدين إلى الكوعين ، وفي أخمصها خلاف ، ومن الأمة مثل الرجل ، وما يبدو منها في حال الخدمة ، كالرأس والرقبة والساعد فليس بعورة . وستر العورة في الصلاة وغير الصلاة واجب ، وفيه عند الخلوة خلاف .

                                                          * ومنه الحديث المرأة عورة جعلها نفسها عورة ، لأنها إذا ظهرت يستحيا منها كما يستحيا من العورة إذا ظهرت .

                                                          وفي حديث أبي بكر " قال مسعود بن هنيدة : رأيته وقد طلع في طريق معورة " أي ذات عورة يخاف فيها الضلال والانقطاع . وكل عيب وخلل في شيء فهو عورة .

                                                          * ومنه حديث علي " لا تجهزوا على جريح ولا تصيبوا معورا " أعور الفارس : إذا بدا فيه موضع خلل للضرب .

                                                          [ هـ ] وفيه لما اعترض أبو لهب على النبي - صلى الله عليه وسلم - عند إظهاره الدعوة قال له أبو طالب : يا أعور ، ما أنت وهذا لم يكن أبو لهب أعور ، ولكن العرب تقول للذي ليس له أخ من أبيه وأمه أعور . وقيل : إنهم يقولون للرديء من كل شيء من الأمور والأخلاق : أعور . وللمؤنث منه عوراء .

                                                          * ومنه حديث عائشة يتوضأ أحدكم من الطعام الطيب ولا يتوضأ من العوراء يقولها أي الكلمة القبيحة الزائغة عن الرشد .

                                                          وفي حديث أم زرع فاستبدلت بعده وكل بدل أعور هو مثل يضرب للمذموم بعد المحمود .

                                                          ( س ) ومنه حديث عمر ، وذكر امرأ القيس فقال : " افتقر عن معان عور " العور : جمع أعور وعوراء ، وأراد به المعاني الغامضة الدقيقة ، وهو من عورت الركية وأعرتها وعرتها إذا طممتها وسددت أعينها التي ينبع منها الماء .

                                                          [ ص: 320 ] ( س ) ومنه حديث علي " أمره أن يعور آبار بدر " أي يدفنها ويطمها ، وقد عارت تلك الركية تعور .

                                                          وفي حديث ابن عباس وقصة العجل من حلي تعوره بنو إسرائيل أي استعاروه . يقال : تعور واستعار ، نحو تعجب واستعجب .

                                                          ( س ) وفيه يتعاورون على منبري أي يختلفون ويتناوبون ، كلما مضى واحد خلفه آخر . يقال : تعاور القوم فلانا إذا تعاونوا عليه بالضرب واحدا بعد واحد .

                                                          * وفي حديث صفوان بن أمية عارية مضمونة مؤداة العارية يجب ردها إجماعا مهما كانت عينها باقية ، فإن تلفت وجب ضمان قيمتها عند الشافعي ، ولا ضمان فيها عند أبي حنيفة .

                                                          والعارية مشددة الياء كأنها منسوبة إلى العار ; لأن طلبها عار وعيب ، وتجمع على العواري مشددا . وأعاره يعيره . واستعاره ثوبا فأعاره إياه . وأصلها الواو . وقد تكرر ذكرها في الحديث .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية