الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ ص: 330 ] ( عيف ) * فيه العيافة والطرق من الجبت العيافة : زجر الطير والتفاؤل بأسمائها وأصواتها وممرها . وهو من عادة العرب كثيرا . وهو كثير في أشعارهم . يقال : عاف يعيف عيفا إذا زجر وحدس وظن .

                                                          وبنو أسد يذكرون بالعيافة ويوصفون بها . قيل عنهم : إن قوما من الجن تذاكروا عيافتهم فأتوهم ، فقالوا : ضلت لنا ناقة فلو أرسلتم معنا من يعيف فقالوا لغليم منهم : انطلق معهم ، فاستردفه أحدهم ، ثم ساروا فلقيهم عقاب كاسرة إحدى جناحيها ، فاقشعر الغلام ، وبكى ، فقالوا : ما لك ؟ قال : كسرت جناحا ، ورفعت جناحا ، وحلفت بالله صراحا ، ما أنت بإنسي ولا تبغي لقاحا .

                                                          * ومنه الحديث " أن عبد الله بن عبد المطلب أبا النبي - صلى الله عليه وسلم - مر بامرأة تنظر وتعتاف ، فدعته إلى أن يستبضع منها فأبى " .

                                                          ( هـ س ) وحديث ابن سيرين " إن شريحا كان عائفا " أراد أنه كان صادق الحدس والظن ، كما يقال للذي يصيب بظنه : ما هو إلا كاهن ، وللبليغ في قوله : ما هو إلا ساحر ، لا أنه كان يفعل فعل الجاهلية في العيافة .

                                                          [ هـ ] وفيه أنه أتي بضب مشوي فعافه وقال : أعافه ، لأنه ليس من طعام قومي أي كرهه .

                                                          [ هـ ] ومنه حديث المغيرة " لا تحرم العيفة ، قيل : وما العيفة ؟ قال : المرأة تلد فيحصر لبنها في ضرعها فترضعه جارتها " قال أبو عبيد : لا نعرف العيفة ، ولكن نراها " العفة " وهي بقية اللبن في الضرع .

                                                          قال الأزهري : العيفة صحيح ، وسميت عيفة ، من عفت الشيء أعافه إذا كرهته .

                                                          ( هـ ) وفي حديث أم إسماعيل - عليه السلام - ورأوا طيرا عائفا على الماء أي حائما عليه ليجد فرصة فيشرب ، وقد عاف يعيف عيفا . وقد تكرر في الحديث .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية