الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( عتم ) ( هـ ) فيه : " يغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم العشاء ، فإن اسمها في كتاب الله العشاء ، وإنما يعتم بحلاب الإبل " . قال الأزهري : أرباب النعم في البادية يريحون الإبل ثم ينيخونها في مراحها حتى يعتموا . أي : يدخلوا في عتمة الليل وهي ظلمته . وكانت الأعراب يسمون صلاة العشاء صلاة العتمة ; تسمية بالوقت ، فنهاهم عن الاقتداء بهم ، واستحب لهم التمسك بالاسم الناطق به لسان الشريعة .

                                                          وقيل : أراد لا يغرنكم فعلهم هذا فتؤخروا صلاتكم ، ولكن صلوها إذا حان وقتها .

                                                          * ومنه حديث أبي ذر - رضي الله عنه - : " واللقاح قد روحت وحلبت عتمتها " . أي : حلبت [ ص: 181 ] ما كانت تحلب وقت العتمة ، وهم يسمون الحلاب عتمة باسم الوقت . وأعتم : إذا دخل في العتمة . وقد تكرر ذكر العتمة والإعتام والتعتيم في الحديث .

                                                          ( هـ ) وفيه : " أن سلمان - رضي الله عنه - غرس كذا وكذا ودية والنبي - صلى الله عليه وسلم - يناوله وهو يغرس ، فما عتمت منها ودية " . أي : ما أبطأت أن علقت ، يقال : أعتم الشيء وعتمه إذا أخره . وعتمت الحاجة وأعتمت إذا تأخرت .

                                                          ( س ) وفي حديث عمر : " نهى عن الحرير إلا هكذا وهكذا ، فما عتمنا ( أنه ) يعني : الأعلام " . أي : ما أبطأنا عن معرفة ما عنى وأراد .

                                                          ( س ) وفي حديث أبي زيد الغافقي : " الأسوكة ثلاثة : أراك ، فإن لم يكن ، فعتم أو بطم " . العتم - بالتحريك - : الزيتون ، وقيل : شيء يشبهه .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية