الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( ضمر ) * فيه : من صام يوما في سبيل الله باعده الله من النار سبعين خريفا للمضمر المجيد . المضمر : الذي يضمر خيله لغزو أو سباق . وتضمير الخيل : هو أن يظاهر عليها بالعلف حتى تسمن ، ثم لا تعلف إلا قوتا لتخف . وقيل : تشد عليها سروجها وتجلل بالأجلة حتى تعرق تحتها فيذهب رهلها ويشتد لحمها . والمجيد : صاحب الجياد . والمعنى أن الله يباعده من النار مسافة سبعين سنة تقطعها الخيل المضمرة الجياد ركضا .

                                                          وقد تكرر ذكر : " التضمير " في الحديث .

                                                          ( هـ ) وفي حديث حذيفة : " اليوم المضمار وغدا السباق " . أي : اليوم العمل في الدنيا للاستباق في الجنة . والمضمار : الموضع الذي تضمر فيه الخيل ، ويكون وقتا للأيام التي تضمر فيها . ويروى هذا الكلام أيضا لعلي رضي الله عنه .

                                                          [ ص: 100 ] * وفيه : إذا أبصر أحدكم امرأة فليأت أهله ، فإن ذلك يضمر ما في نفسه . أي : يضعفه ويقلله ، من الضمور ; وهو الهزال والضعف .

                                                          ( هـ ) وفي حديث ابن عبد العزيز : " كتب إلى ميمون بن مهران في مظالم كانت في بيت المال أن يردها على أربابها ويأخذ منها زكاة عامها ، فإنها كانت مالا ضمارا " . المال الضمار : الغائب الذي لا يرجى ، وإذا رجي فليس بضمار ، من أضمرت الشيء إذا غيبته ، فعال بمعنى فاعل ، أو مفعل ، ومثله من الصفات : ناقة كناز . وإنما أخذ منه زكاة عام واحد ; لأن أربابه ما كانوا يرجون رده عليهم ، فلم يوجب عليهم زكاة السنين الماضية وهو في بيت المال .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية