الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( صنع ) ( هـ ) فيه : إذا لم تستحي فاصنع ما شئت . هذا أمر يراد به الخبر . وقيل : هو على الوعيد والتهديد ، كقوله تعالى : اعملوا ما شئتم . وقد تقدم مشروحا في الحاء .

                                                          [ ص: 56 ] * وفي حديث عمر : " حين جرح قال لابن عباس : انظر من قتلني ، فقال : غلام المغيرة بن شعبة ، فقال : الصنع ؟ قال : نعم " . يقال رجل صنع وامرأة صناع ; إذا كان لهما صنعة يعملانها بأيديهما ويكسبان بها .

                                                          * ومنه حديثه الآخر : " الأمة غير الصناع " .

                                                          ( هـ ) وفيه : " اصطنع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خاتما من ذهب " . أي : أمر أن يصنع له . كما تقول اكتتب . أي : أمر أن يكتب له . والطاء بدل من تاء الافتعال لأجل الصاد .

                                                          ( هـ ) ومنه حديث الخدري : " قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لا توقدوا بليل نارا " . ثم قال : " أوقدوا واصطنعوا " . أي : اتخذوا صنيعا ، يعني : طعاما تنفقونه في سبيل الله .

                                                          * ومنه حديث آدم : " قال لموسى - عليهما السلام - : أنت كليم الله الذي اصطنعك لنفسه " . هذا تمثيل لما أعطاه الله من منزلة التقريب والتكريم . والاصطناع : افتعال من الصنيعة ، وهي العطية والكرامة والإحسان .

                                                          ( س ) وفي حديث جابر : " كان يصانع قائده " . أي : يداريه . والمصانعة : أن تصنع له شيئا ليصنع لك شيئا آخر ، وهي مفاعلة من الصنع .

                                                          ( س ) وفيه : " من بلغ الصنع بسهم " . الصنع - بالكسر - : الموضع الذي يتخذ للماء ، وجمعه أصناع . ويقال لها : مصنع ومصانع . وقيل : أراد بالصنع هاهنا الحصن . والمصانع : المباني من القصور وغيرها .

                                                          ( س ) وفي حديث سعد : " لو أن لأحدكم وادي مال ، ثم مر على سبعة أسهم صنع لكلفته نفسه أن ينزل فيأخذها " . كذا قال : " صنع " . قال الحربي : وأظنه : " صيغة " . أي : مستوية من عمل رجل واحد .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية