الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( عمم ) ( هـ ) في حديث الغصب " وإنها لنخل عم " أي تامة في طولها والتفافها ، واحدتها : عميمة ، وأصلها : عمم ، فسكن وأدغم .

                                                          ( هـ ) وفي حديث أحيحة بن الجلاح " كنا أهل ثمه ورمه ، حتى إذا استوى على عممه " .

                                                          [ ص: 302 ] أراد على طوله واعتدال شبابه ، يقال للنبت إذا طال : قد اعتم . ويجوز " عممه " بالتخفيف ، " وعممه " ، بالفتح والتخفيف .

                                                          فأما بالضم والتخفيف فهو صفة بمعنى العميم ، أو جمع عميم ، كسرير وسرر . والمعنى : حتى إذا استوى على قده التام ، أو على عظامه وأعضائه التامة .

                                                          وأما التشديدة التي فيه عند من شدده فإنها التي تزاد في الوقف ، نحو قولهم : هذا عمر وفرج ، فأجرى الوصل مجرى الوقف ، وفيه نظر .

                                                          وأما من رواه بالفتح والتخفيف فهو مصدر وصف به .

                                                          * ومنه قولهم " منكب عمم " .

                                                          ( س ) ومنه حديث لقمان " يهب البقرة العممة " أي التامة الخلق .

                                                          * ومنه حديث الرؤيا فأتينا على روضة معتمة أي وافية النبات طويلته .

                                                          ( هـ ) ومنه حديث عطاء " إذا توضأت فلم تعمم فتيمم " أي إذا لم يكن في الماء وضوء تام فتيمم ، وأصله من العموم .

                                                          [ هـ ] ومن أمثالهم " عم ثوباء الناعس " يضرب مثلا للحدث يحدث ببلدة ، ثم يتعداها إلى سائر البلدان .

                                                          ( س ) وفيه سألت ربي أن لا يهلك أمتي بسنة بعامة أي بقحط عام يعم جميعهم . والباء في بعامة زائدة زيادتها في قوله تعالى : ومن يرد فيه بإلحاد بظلم ويجوز أن لا تكون زائدة ، ويكون قد أبدل عامة من سنة بإعادة العامل ، تقول : مررت بأخيك بعمرو ، ومنه قوله تعالى : قال الملأ الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن آمن منهم .

                                                          ومنه الحديث بادروا بالأعمال ستا ; كذا وكذا وخويصة أحدكم وأمر العامة أراد بالعامة القيامة ; لأنها تعم الناس بالموت : أي بادروا بالأعمال موت أحدكم والقيامة .

                                                          [ ص: 303 ] ( هـ ) وفيه كان إذا أوى إلى منزله جزأ دخوله ثلاثة أجزاء : جزءا لله ، وجزءا لأهله ، وجزءا لنفسه ، ثم جزأ جزءه بينه وبين الناس ، فيرد ذلك على العامة بالخاصة أراد أن العامة كانت لا تصل إليه في هذا الوقت ، فكانت الخاصة تخبر العامة بما سمعت منه ، فكأنه أوصل الفوائد إلى العامة بالخاصة .

                                                          وقيل : إن الباء بمعنى من : أي يجعل وقت العامة بعد وقت الخاصة وبدلا منهم . كقول الأعشى ;

                                                          على أنها إذ رأتني أقا د قالت بما قد أراه بصيرا

                                                          أي هذا العشا مكان ذلك الإبصار ، وبدل منه .

                                                          وفيه أكرموا عمتكم النخلة سماها عمة للمشاكلة في أنها إذا قطع رأسها يبست ، كما إذا قطع رأس الإنسان مات . وقيل : لأن النخل خلق من فضلة طينة آدم عليه السلام .

                                                          وفي حديث عائشة استأذنت النبي - صلى الله عليه وسلم - في دخول أبي القعيس عليها ، فقال : ائذني له فإنه عمج يريد عمك من الرضاعة ، فأبدل كاف الخطاب جيما ، وهي لغة قوم من اليمن .

                                                          قال الخطابي : إنما جاء هذا من بعض النقلة ، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان لا يتكلم إلا باللغة العالية .

                                                          وليس كذلك ، فإنه قد تكلم بكثير من لغات العرب ، منها قوله : ليس من امبر امصيام في امسفر وغير ذلك .

                                                          ( س ) وفي حديث جابر فعم ذلك ؟ أي لم فعلته ، وعن أي شيء كان ؟ وأصله : عن ما ، فسقطت ألف ما وأدغمت النون في الميم ، كقوله تعالى : عم يتساءلون وهذا ليس بابها ، وإنما ذكرناها للفظها .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية