الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( غسل ) ( س هـ ) في حديث الجمعة " من غسل واغتسل ، وبكر وابتكر " ذهب كثير من الناس أن " غسل " أراد به المجامعة قبل الخروج إلى الصلاة ، لأن ذلك يجمع غض الطرف في الطريق .

                                                          يقال : غسل الرجل امرأته - بالتشديد والتخفيف - إذا جامعها . وقد روي مخففا .

                                                          وقيل : أراد غسل غيره واغتسل هو ; لأنه إذا جامع زوجته أحوجها إلى الغسل .

                                                          وقيل : أراد بغسل غسل أعضائه للوضوء ، ثم يغتسل للجمعة .

                                                          وقيل : هما بمعنى واحد وكرره للتأكيد .

                                                          ( هـ س ) وفيه " أنه قال فيما حكى عن ربه : وأنزل عليك كتابا لا يغسله الماء ، تقرؤه نائما ويقظان " أراد أنه لا يمحى أبدا ، بل هو محفوظ في صدور الذين أوتوا العلم ، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه . وكانت الكتب المنزلة لا تجمع حفظا ، وإنما يعتمد في حفظها على الصحف ، بخلاف القرآن فإن حفاظه أضعاف مضاعفة لصحفه .

                                                          وقوله : " تقرؤه نائما ويقظان " أي تجمعه حفظا في حالتي النوم واليقظة .

                                                          وقيل : أراد تقرؤه في يسر وسهولة .

                                                          [ هـ ] وفي حديث الدعاء " واغسلني بماء الثلج والبرد " أي طهرني من الذنوب . وذكر هذه الأشياء مبالغة في التطهير .

                                                          ( س ) وفيه " وضعت له غسله من الجنابة " الغسل بالضم : الماء الذي يغتسل به ، [ ص: 368 ] كالأكل لما يؤكل ، وهو الاسم أيضا من غسلته ، والغسل بالفتح : المصدر ، وبالكسر : ما يغسل به من خطمي وغيره .

                                                          * وفيه من غسل الميت فليغتسل قال الخطابي : لا أعلم أحدا من الفقهاء يوجب الاغتسال من غسل الميت ولا الوضوء من حمله ، ويشبه أن يكون الأمر فيه على الاستحباب .

                                                          قلت : الغسل من غسل الميت مسنون ، وبه يقول الفقهاء . قال الشافعي : وأحب الغسل من غسل الميت ، ولو صح الحديث قلت به .

                                                          * وفي حديث العين إذا استغسلتم فاغسلوا أي إذا طلب من أصابته العين أن يغتسل من أصابه بعينه فليجبه .

                                                          كان من عادتهم أن الإنسان إذا أصابته عين من أحد جاء إلى العائن بقدح فيه ماء فيدخل كفه فيه ، فيتمضمض ثم يمجه في القدح ، ثم يغسل وجهه فيه ، ثم يدخل يده اليسرى فيصب على يده اليمنى ، ثم يدخل يده اليمنى فيصب على يده اليسرى ، ثم يدخل يده اليسرى فيصب على مرفقه الأيمن ، ثم يدخل يده اليمنى فيصب على مرفقه الأيسر ، ثم يدخل يده اليسرى فيصب على قدمه اليمنى ، ثم يدخل يده اليمنى فيصب على قدمه اليسرى ، ثم يدخل يده اليسرى فيصب على ركبته اليمنى ، ثم يدخل يده اليمنى فيصب على ركبته اليسرى ، ثم يغسل داخلة إزاره ، ولا يوضع القدح بالأرض ، ثم يصب ذلك الماء المستعمل على رأس المصاب بالعين من خلفه صبة واحدة فيبرأ بإذن الله تعالى .

                                                          * وفي حديث علي وفاطمة " شرابه الحميم والغسلين " هو ما انغسل من لحوم أهل النار وصديدهم ، والياء والنون زائدتان .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية