الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ ص: 129 ] ( طفر ) ( س ) فيه : " فطفر عن راحلته " . الطفر : الوثوب ، وقيل : وثب في ارتفاع . والطفرة : الوثبة .

                                                          ( هـ ) فيه : " كلكم بنو آدم طف الصاغ ، ليس لأحد على أحد فضل إلا بالتقوى " . أي : قريب بعضكم من بعض . يقال : هذا طف المكيال وطفافه وطفافه . أي : ما قرب من ملئه . وقيل : هو ما علا فوق رأسه . ويقال له أيضا : طفاف ( بالضم ) . والمعنى : كلكم في الانتساب إلى أب واحد بمنزلة واحدة في النقص والتقاصر عن غاية التمام . وشبههم في نقصانهم بالمكيل الذي لم يبلغ أن يملأ المكيال ، ثم أعلمهم أن التفاضل ليس بالنسب ولكن بالتقوى .

                                                          ( س ) ومنه الحديث في صفة إسرافيل : " حتى كأنه طفاف الأرض " . أي : قربها .

                                                          * وفي حديث عمر : " قال لرجل : ما حبسك عن صلاة العصر ؟ فذكر له عذرا ، فقال عمر : طففت " . أي : نقصت . والتطفيف يكون بمعنى الوفاء والنقص .

                                                          ( س ) ومنه حديث ابن عمر : " سبقت الناس ، وطفف بي الفرس مسجد بني زريق " . أي : وثب بي حتى كاد يساوي المسجد . يقال : طففت بفلان موضع كذا . أي : رفعته إليه وحاذيته به .

                                                          ( س ) وفي حديث حذيفة : " أنه استسقى دهقانا فأتاه بقدح فضة فحذفه به ، فنكس الدهقان وطففه القدح " . أي : علا رأسه وتعداه .

                                                          وفي حديث عرض نفسه على القبائل : " أما أحدهما فطفوف البر وأرض العرب " . الطفوف : جمع طف ، وهو ساحل البحر وجانب البر .

                                                          ( س ) ومنه حديث مقتل الحسين - رضي الله عنه - : " أنه يقتل بالطف " . سمي به لأنه طرف البر مما يلي الفرات ، وكانت تجري يومئذ قريبا منه .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية