الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( غلل ) * قد تكرر ذكر " الغلول " في الحديث ، وهو الخيانة في المغنم والسرقة من الغنيمة قبل القسمة . يقال : غل في المغنم يغل غلولا فهو غال . وكل من خان في شيء خفية فقد غل . وسميت غلولا لأن الأيدي فيها مغلولة : أي ممنوعة مجعول فيها غل ، وهو الحديدة التي تجمع يد الأسير إلى عنقه . ويقال لها جامعة أيضا . وأحاديث الغلول في الغنيمة كثيرة .

                                                          ( هـ ) ومنه حديث صلح الحديبية " لا إغلال ولا إسلال " الإغلال : الخيانة أو السرقة الخفية ، والإسلال : من سل البعير وغيره في جوف الليل إذا انتزعه من بين الإبل ، وهي السلة .

                                                          وقيل : هو الغارة الظاهرة ، يقال : غل يغل وسل يسل ، فأما أغل وأسل فمعناه صار ذا غلول وسلة . ويكون أيضا أن يعين غيره عليهما .

                                                          وقيل الإغلال : لبس الدروع . والإسلال : سل السيوف .

                                                          [ ص: 381 ] ( هـ ) ومنه الحديث " ثلاث لا يغل عليهن قلب مؤمن " هو من الإغلال : الخيانة في كل شيء .

                                                          ويروى " يغل " بفتح الياء ، من الغل وهو الحقد والشحناء : أي لا يدخله حقد يزيله عن الحق .

                                                          وروي " يغل " بالتخفيف ، من الوغول : الدخول في الشر .

                                                          والمعنى أن هذه الخلال الثلاث تستصلح بها القلوب ، فمن تمسك بها طهر قلبه من الخيانة والدغل والشر .

                                                          و " عليهن " في موضع الحال ، تقديره لا يغل كائنا عليهن قلب مؤمن .

                                                          ( س ) وفي حديث أبي ذر " غللتم والله " أي خنتم في القول والعمل ولم تصدقوا .

                                                          ( س ) وحديث شريح " ليس على المستعير غير المغل ضمان ، ولا على المستودع غير المغل ضمان " أي إذا لم يخن في العارية والوديعة فلا ضمان عليه ، من الإغلال : الخيانة .

                                                          وقيل : المغل هاهنا المستغل ، وأراد به القابض ; لأنه بالقبض يكون مستغلا . والأول الوجه .

                                                          * وفي حديث الإمارة " فكه عدله أو غله جوره " أي جعل في يده وعنقه الغل ، وهو القيد المختص بهما .

                                                          ( هـ ) ومنه حديث عمر وذكر النساء فقال : " منهن غل قمل " كانوا يأخذون الأسير فيشدونه بالقد وعليه الشعر ، فإذا يبس قمل في عنقه ، فتجتمع عليه محنتان : الغل والقمل . ضربه مثلا للمرأة السيئة الخلق الكثيرة المهر ، لا يجد بعلها منها مخلصا .

                                                          ( س ) وفيه " الغلة بالضمان " هو كحديثه الآخر " الخراج بالضمان " وقد تقدم في الخاء . والغلة : الدخل الذي يحصل من الزرع والثمر ، واللبن والإجارة والنتاج ونحو ذلك .

                                                          ( س ) وفي حديث عائشة " كنت أغلل لحية رسول الله بالغالية " أي ألطخها وألبسها بها .

                                                          [ ص: 382 ] قال الفراء : يقال تغللت بالغالية ، ولا يقال تغليت . وأجازه الجوهري .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية