الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : فأما الحالة الثانية : وهو أن يقول - : قد جعلتها لك عمرى إشارة إلى عقد العمرى من غير أن يقدر ذلك بعمر أحد ، ففيها قولان :

                                                                                                                                            أحدهما : وهو قوله في القديم أنها باطلة ، للنهي عنها ، ولا يملك بها المعمر المعطي المنفعة مدة حياته كما لا يملك لرقبته وجها واحدا : لأننا قد دللنا على أن التمليك بالعمرى متوجه إلى الرقبة ، فإذا بطل لم يملك بها المقصود بها غير أنه لم يضمن الأجرة إن سكن أو تصرف ، فلو كانت العمرى نخلا فأثمرت لم يملك الثمرة ، ولو كانت شاة فنتجت لم يملك الولد ، فإن تلفت الثمرة في يده وهلك الولد ، فإن كان بغير فعله لم يضمن ، وإن كانت بفعله ضمن .

                                                                                                                                            والقول الثاني : وهو قوله في الجديد أنها جائزة ، وهي ملك له في حياته ثم لورثته بعد وفاته لرواية أبي سلمة ، عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : من أعمر عمرى فهي له ولعقبه يرثها من يرثه من عقبه .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية