الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            مسألة : قال الشافعي - رحمه الله تعالى - : " ولو أقطع أرضا فأحياها ثم ظهر فيها معدن ملكه ملك الأرض في القولين معا " .

                                                                                                                                            قال الماوردي : إذا أحيا الرجل أرضا مواتا بإقطاع أو غير إقطاع ، فظهر فيها بعد الإحياء معدن فقد ملكه ملكا مؤبدا قولا واحدا ، سواء كان المعدن ظاهرا أو باطنا : لأن المعدن لم يظهر إلا بالإحياء فصار كعين استنبطها ، أو بئر احتفرها ، ولأن المعدن من أرضه التي ملكها بإحيائه فخالف المعادن التي في غير ملكه ، فإن قيل : أليس لو أحيا أرضا فظهر فيها ركاز لم يملكه ، فهلا صار المعدن مثله لا يملكه قبل الفرق بينهما أن المعدن خلقه في الأرض فمالكه يملك الأرض ، والركاز مستودع في الأرض فلم يملك ، وإن ملك الأرض لما بنته لها ، ألا ترى أنه لو اشترى أرضا فكان فيها حجارة مستودعة لم يملكها ولو كانت الحجارة خلقة فيها ملكها ؟ .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية