الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( نزا ) ( هـ ) فيه : إن رجلا أصابته جراحة فنزي منها حتى مات يقال : نزف دمه ، ونزي ، إذا جرى ولم ينقطع .

                                                          [ ص: 44 ] ومنه حديث أبي عامر الأشعري : أنه رمي بسهم في ركبته ، فنزي منه فمات وقد تكرر في الحديث .

                                                          وفي حديث علي : أمرنا ألا ننزي الحمر على الخيل أي نحملها عليها للنسل . يقال : نزوت على الشيء أنزو نزوا ، إذا وثبت عليه . وقد يكون في الأجسام والمعاني .

                                                          قال الخطابي : يشبه أن يكون المعنى فيه - والله أعلم - أن الحمر إذا حملت على الخيل قل عددها ، وانقطع نماؤها ، وتعطلت منافعها . والخيل يحتاج إليها للركوب والركض ، والطلب ، والجهاد ، وإحراز الغنائم ، ولحمها مأكول ، وغير ذلك من المنافع . وليس للبغل شيء من هذه ، فأحب أن يكثر نسلها ; ليكثر الانتفاع بها .

                                                          ( س ) وفي حديث السقيفة : " فنزونا على سعد " أي وقعوا عليه ووطئوه .

                                                          ومنه حديث وائل بن حجر : " إن هذا انتزى على أرضي فأخذها " هو افتعل من النزو . والانتزاء والتنزي أيضا تسرع الإنسان إلى الشر .

                                                          والحديث الآخر : " انتزى على القضاء فقضى بغير علم " وقد تكرر في الحديث .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية