الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( نجم ) [ هـ ] فيه : هذا إبان نجومه أي وقت ظهوره ، يعني النبي - صلى الله عليه وسلم - .

                                                          [ ص: 24 ] يقال : نجم النبت ينجم ، إذا طلع . وكل ما طلع وظهر فقد نجم . وقد خص بالنجم منه ما لا يقوم على ساق ، كما خص القائم على الساق منه بالشجر .

                                                          ومنه حديث جرير : بين نخلة وضالة ونجمة وأثلة النجمة : أخص من النجم ، وكأنها واحدته ، كنبتة ونبت .

                                                          ومنه حديث حذيفة : سراج من النار يظهر في أكتافهم حتى ينجم في صدورهم أي ينفذ ويخرج من صدورهم .

                                                          ( س ) وفيه : إذا طلع النجم ارتفعت العاهة .

                                                          وفي رواية : ما طلع النجم وفي الأرض من العاهة شيء .

                                                          وفي رواية أخرى : ما طلع النجم قط وفي الأرض عاهة إلا رفعت .

                                                          النجم في الأصل : اسم لكل واحد من كواكب السماء ، وجمعه : نجوم ، وهو بالثريا أخص ، جعلوه علما لها ، فإذا أطلق فإنما يراد به هي ، وهي المرادة في هذا الحديث .

                                                          وأراد بطلوعها طلوعها عند الصبح ، وذلك في العشر الأوسط من أيار ، وسقوطها مع الصبح في العشر الأوسط من تشرين الآخر .

                                                          والعرب تزعم أن بين طلوعها وغروبها أمراضا ووباء ، وعاهات في الناس والإبل والثمار .

                                                          ومدة مغيبها بحيث لا تبصر في الليل نيف وخمسون ليلة ; لأنها تخفى بقربها من الشمس قبلها وبعدها ، فإذا بعدت عنها ظهرت في الشرق وقت الصبح .

                                                          قال الحربي : إنما أراد بهذا الحديث أرض الحجاز ، لأن في أيار يقع الحصاد بها وتدرك الثمار ، وحينئذ تباع ; لأنها قد أمن عليها من العاهة .

                                                          قال القتيبي : وأحسب أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أراد عاهة الثمار خاصة .

                                                          وفي حديث سعد : والله لا أزيدك على أربعة آلاف منجمة " تنجيم الدين : هو أن يقرر عطاؤه في أوقات معلومة متتابعة ، مشاهرة أو مساناة .

                                                          ومنه : " تنجيم المكاتب ، ونجوم الكتابة " وأصله أن العرب كانت تجعل مطالع منازل [ ص: 25 ] القمر ومساقطها مواقيت لحلول ديونها وغيرها ، فتقول : إذا طلع النجم حل عليك مالي : أي الثريا ، وكذلك باقي المنازل .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية